عمل عظيم.. مهنة عظيمة
هناك سمتان رئيسيتان للمهنة العظيمة: فالشخص ذو المهنة العظيمة يقدم مساهمة متميزة ويحمل الآخرون تجاهه مشاعر الولاء والثقة؛ وأي شخص أيا كان منصبه أو وظيفته أو مهنته يمكن أن يتمتع بهاتين الصفتين. يدور هذا الكتاب حول الحاضر والمستقبل فهو يساعد القراء على إيجاد وظيفة عظيمة في الوقت الحاضر ويساعدهم على تطويرها لتصير مهنة عظيمة في المستقبل.
يقدم الكتاب نموذجا لمن تمكنوا من تحقيق النجاح في عملهم وفي مهنتهم وهو لطبيبة إنجليزية تخصصت في علاج ضحايا الحروق، وتمكنت من ابتكار مادة يمكن رشها على الجلد المحترق لمساعدة الخلايا الجلدية الجديدة على النمو السريع وهو ما يقلل من احتمالات حدوث ندبات أو تشوهات قد تحتاج إلى عمليات تجميلية فيما بعد. وطبقت هذا العلاج الجديد على ضحايا إحدى الحوادث ونجح نجاحا تردد صداه في جميع أنحاء العالم.
يتضمن الكتاب دراسة حالة تستعرض حياة الكاتب الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز الذي كانت لديه زوجة وأربعة أطفال وطفل في الطريق وكان عاطلا عن العمل ومع الضغوط المالية المتزايدة وجد الكتابة صعبة وقضى ليالي مؤرقة طويلة يتجول في أنحاء لندن.
وبينما كان يتحدث ليلا مع الناس في الشوارع ويشاهد عمالة الأطفال والفقر واليأس تشكلت في رأسه فكرة. دعم حبه لمساعدة الفقراء هذه الفكرة وقرر أن يتجاوز مشاكله الخاصة ويحاول أن يقدم مساهمة أكبر للمجتمع. وهكذا كتب في ستة أسابيع واحدة من أهم إبداعاته الفنية والتي كان يأمل في أن تغير العالم إلى الأفضل وهي «أنشودة عيد الميلاد» والتي دشنت ثورة الإصلاح الاجتماعي في بريطانيا.
إن قيمة الإنسان لا تأتي مما يملكه وإنما تنبع من داخله. ففي أعماقه، يعرف الإنسان أن أمامه كما غير محدود من الاحتمالات ولديه الفرصة ليختار ما يريده منها. الكثير من الناس يبنون قيمتهم الذاتية على المظاهر الخارجية بناء على مقارنتهم أنفسهم بالآخرين. والكثير منهم يرى أنه يساوي ما يملك من المال. في الواقع أثبتت الكثير من الأبحاث أن الراتب الذي يحصل عليه المرء من عمله لا يكفي لتحفيز الناس مثلما يفعل تحقيقهم لمساهمة يريدون تحقيقها.
في هذا السياق من المهم للمرء أن يحدد نقاط القوة لديه والتي تنقسم إلى المواهب والحماس والضمير. أما المواهب فهي المعرفة أو المهارات التي تساعد المرء على تقديم مساهمة وهي بمثابة الأدوات التي يحملها المرء معه ليتمكن من أداء عمله. وبالنسبة للحماس فهو الذي يجعلنا نستمتع بما نقوم به من عمل. وأخيرا الضمير هو البوصلة الأخلاقية التي توجه كل منا لما فيه الخير له ولمن حوله.