أم المؤمنين تخبركم
تقول أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنها: ''إنكم لتغفلون أفضل عبادة، التواضع''.
هذه الإشراقة، مدخل إلى فضاء يمتلئ بكثير من الأفعال غير المصطنعة، التي تشيع فعل التواضع بين الناس.
تصور أنك وأنت تغرس قيم التواضع من حولك تشارك في إشاعة الصفاء والسلام، إضافة إلى أن الأمر ينطوي على جانب تحفيزي من المؤكد أنه يدفع إلى مزيد من العطاء.
لا أحد يألف الإنسان المتغطرس، حتى وإن كان متميزا، فغطرسته هي الثمرة التي يلمسها الناس، ولا شك أنهم سيعيدون بضاعته إليه إن استطاعوا، أو على الأقل لن يكون لديهم حماس له.
التواضع إذن هو فيتامين يزيد من حميمية التواصل الإنساني، وهو أصيل في تراثنا، إذ يعد جزءا من العبادة، بل إن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها - تنبه إلى أنه من العبادات المفضلة، التي ربما لا ينتبه لها الآخر، اعتقادا منه أن صلاته وصيامه يكفيانه، وبعد ذلك لن يناله سوء إن تعامل مع الناس بصلف.
هو ينسى أيضا أن الدين المعاملة، فيلقى العنت من الآخرين في دنياه، لأنه لا يجيد فنون التعايش الإنساني، التي لا يكتمل الإيمان من دونها.