رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


صبرٌ جميلٌ يا "كحيلان"..!!

إن صدقت الأنباء القائلة إن ماجد عبد الله رفض عرض الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر، ووضع شروطا تعجيزية لقبول تولي منصب إدارة الكرة خلفا للمستقيل سلمان القريني، فعلى الوفاء السلام.
فيصل لا يستحق منك يا ماجد إلا "التضحية"، ولن تشفع لك نجوميتك، ولا إنجازاتك، ففيصل هو وحده من استشعر معاناتك، هو وحده من وقف لجانبك ودفع من ماله الخاص وأقام لك تكريما لم يقم لمن قبلك، وأشك أنه سيقام لمن بعدك، بعد سنوات من الحرمان.
لا يا ماجد لا تفعلها وتتسبب في دفن "الشيم" في نفوس محبيك ومن جعلوك قدوة في يوم، ولا تذق فيصل "الإنسان" من نفس كأس "الخذلان" الذي أذاقه لك جُل النصراويين بُعيد اعتزالك، لا تجعل فيصل يستطعم مرارة الجحود والتي "تبخص" أنت وحدك طعمها جيدا، لا تجعله يندم على وقوفه معك، بل اجعله يبتسم ويقول "إلا ماجد لم يفعلها".
لا تربطني بفيصل علاقة.. أو قرابة.. أو زمالة، ولا يوجد بيني وبينه أي اتصال، ولا أنكر أن لدي تحفظات على بعض تصريحاته، ولكن وللأمانة والتي سأسأل عنها في يوم لا ينفع فيه الندم، إن الرجل وبحسب ما ينقله المقربون منه يعد من أوفى الرجال، ومن أنقاهم سريرة ولا يستحق إلا المعاملة بالمثل.
لا يمكن لأي كائن من كان أن ينكر العمل الذي قام به فيصل، ولا يمكن له أن ينكر أنه من أكثر الشرفيين إنفاقا، وأكثر الرؤوساء الذين مروا على تاريخ النصر دفعا من جيبه الخاص، فيصل هو ملاذ النصراويين لا سواه، وهو الظاهرة التي لن تتكرر في النصر فلا تخذلوه وتخسروه !!
لم يحرك النصر فيني شعرة، ولم أستشعر طعم فرح انتصاراته، ولا ألم نكساته، ولكن ويعلم الله أني تألمت من الأنباء القادمة من غرفة تبديل الملابس في مباراة النصر والقادسية الماضية، والتي تقول إن فيصل بن تركي تحدث مع لاعبي النصر بين الشوطين قائلا "تخلى عني الجميع ولم يبق إلا أنتم فلا تخذلوني". والتي كانت الشرارة التي قلبت الطاولة. لم أتألم من حال فيصل فأحسبه قويا والله حسيبه ولكن أتألم من موقف جحود ونكران وخذلان كنت فقط معايشا له ومطلعا عليه، فما بالكم بمن ذاقه بنفسه وشعر بطعم مرارته !!
وبعد أن تخلى عن فيصل الجميع، ولم يبق إلا المدرج الأصفر فبودي أن أسال كل مشجع نصراوي هل ينقص فيصل المكانة الاجتماعية؟! بالطبع لا .. فهو أمير بالفطرة ولا يحتاج لكرسي يمنحه إمارة، هل جاء من أجل الفلاشات؟! بالطبع لا.. فقد كانت تطارده وهو شرفي في كل مكان، وهل تنقصه الإشادات؟! بالطبع لا.. فكانت الجماهير تتغنى به صباح مساء قبل الرئاسة.
فيصل بن تركي يا جماهير النصر لا ينقصه أي شيء، ولم يأتِ ويبحث عن إدارة النصر ولم ينفق كل هذا الإنفاق المهول، إلا من أجل إسعادكم، فلا تخذلوه نجح أم فشل، فحسبه نواياه ومساعيه وهي "ابتسامتكم"، جاء من أجلكم وحدكم، وأنفق من أجلكم، ومنحكم الوقت والجهد والمال فأمنحوه فقط "الوفاء".
فقط أسالوا أنفسكم أين كان نصركم، وأين هو الآن؟! في ظل عام واحد جاء ثالث الثلاثة الكبار، بعمل فيصل، وجهد فيصل، ومال فيصل وحده لا سواه، فلا تخذلوه وانصروه ورددوا اسمه في كل مباراة ولا تنسووا الدقيقة 37 فهي موعد الوفاء وأنتم أهله.
دعوا النصر جانبا، ودعوا الانتصارات جانبا، ودعوا الكرة جانبا، انسوا كل شيء ودافعوا فقط عن المبادئ والقيم، صبرتم سنوات طوالا مع غيره، فامنحوه الصبر وكلي يقين أنكم ستظفرون بالاثنين "النصر والوفاء"، فقط أمنحوه الوقت والدعم وسيمنحكم البطولات.
لم أناقش شأنا رياضيا، ولا كرويا، وأبعدت النصر والرياضة على أقرب قارعة للتجاهل، فقط إنه الدفاع عن المبادئ والقيم والمُثل التي تربينا عليها، وزرعها داخلنا آباؤنا، إنه الوفاء ولا غيره، فمن المؤلم أن تنفق وتنفق بسخاء وفي النهاية لا تجد إلا الجحود، كل ما يحتاج إليه فيصل فقط هو الوفاء والوقوف إلى جانبه فلا تتخلوا عنه ولا تبخلوا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي