انتحار شاب

حادثة الانتحار التي شهدتها الجوف الأسبوع الماضي لشاب في منزله، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مع الأسف. من الضروري أن يتم أخذ هذه الحوادث في الاعتبار وأن تسعى الجهات المعنية لمعالجتها.
مطلوب أن يتم رفع كفاءة الأجهزة التي تتعامل مع الشباب والفتيات من أجل احتوائهم واستيعابهم. مطلوب أن يكون هناك وجود لمراكز خاصة بالحوار الأسري والدعم النفسي الخاصة بالأطفال والشباب.
هذه الأمور مع الأسف تبدو من مسائل الترف التي لا تتوافر ولا تغطي الاحتياجات الحقيقية. حوادث الانتحار تحدث أحيانا لأسباب تافهة على غرار الخلاف في وجهات النظر مع الأب أو مع الأم أو مع الأصدقاء. بل إن بعض هذه الأمور تحدث نتيجة عدم استجابة الأب أو الأم لطلب الشاب أو الفتاة. غير أن السبب لا يكمن في عدم الاستجابة بقدر ما تعكس المسألة عجزا في عملية التواصل ينتج عنه مثل هذا الإخفاق الذي لا يمكن أن يزعم أحد أنه في منأى عنه.
نحن نحتاج إلى قنوات وجمعيات ومراكز تسهم في إشاعة الحوار الأسري، بعيدا عن التنظير، وبعيدا عن التقعير، وبعيدا عن التشدق بالعبارات الإنشائية.
هل يعرف أحدكم إلى من يلجأ عندما يجد مشكلة لدى أحد أبنائه تحتاج إلى دعم نفسي؟ بكل أسف لا أحد يمكنه أن يعطيك إجابة شافية. وبالتالي ليت أحدا من المعنيين يتكرم علينا، ونحن نقرأ عن حوادث الانتحار، ليقول لنا: ما الذي على الأسرة أن تفعله عندما يكون لديها ابن أو ابنة لديها مثل هذه الميول. المهم أن تكون الإجابة حقيقية، وليست على طريقة: كأننا والماء من حولنا جلوس ومن حولنا ماء.
باختصار: هل توجد لدينا عيادات مفتوحة للتعامل مع حالات الشباب والفتيات النفسية؟ وهل هناك توعية كافية للناس بكيفية مواجهة حالة مثل حالة هذا الشاب؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي