أوكرانيا توقف تصدير الحبوب إلى الأسواق العالمية
أوقفت أوكرانيا أمس الأول عمليات تصدير الحبوب إلى الأسواق العالمية إلا بعد حصول المستوردين على إذن تصدير من الجمارك الأوكرانية في خطوة تحسب لتطبيق أنظمة جمارك منطقة اليورو.
وترسو على المرافئ الأوكرانية حاليا 21 سفينة محملة بحبوب القمح والشعير كانت معدة للتصدير إلى أسواق عالمية بما فيها السعودية إضافة إلى عدة دول منها بنجلادش ومصر وكينيا وبعض الدول العربية.
وتتنوع السفن التي توقفت أمس الأول بواقع عشر سفن محملة بقمح، وخمس قيد التحميل بالقمح، وأربع سفن محملة بالشعير وسفينتين قيد التحميل بالشعير.
ويخشى تجار ومصدرون أن ينعكس تأجيل شحن هذه الكميات الكبيرة التي تتجاوز حمولتها 550 ألف طن إلى تغطية حاجة الأسواق العالمية من حبوب الشعير والذرة والقمح.
ووفقا لفراس بدرة رئيس شركة ''قولدن قرين''، أحد كبار تجار الشعير والقمح في الأسواق العالمية، فإن الجمارك الأوكرانية لم تعط إذنا للمغادرة والتحميل، في تطور جديد مما قد يزيد من صعوبة الوضع في المرافئ الأوكرانية، وبالتالي تراجع التصدير وانعكاس ذلك على أسعار الحبوب في الأسواق العالمية، إضافة إلى استمرار تبعات تأثيرات الحرائق في روسيا والفيضانات في باكستان. وعانت أخيرا روسيا - أكبر مصدر للحبوب في العالم - أسوأ موجة جفاف شهدتها منذ 130 عاما لتصل إلى أعلى مستوياتها هذا العام.
ويقول مسؤولون من قطاع الزراعة في باكستان، إن الفيضانات دمرت نحو 500 ألف طن من القمح، كما أضرت بمحاصيل السكر والقطن. وبسبب الفيضانات تلاشت سريعا الآمال في الحصول على صادرات من باكستان التي كانت تسعى لبيع نحو مليوني طن من القمح بعد عامين من المحاصيل الوفيرة.
ونقل عن وزيرة الزراعة الأوكرانية ميكولا بريسياجنيوك قولها، إن بلادها - وهي أكبر مصدر للشعير في العالم وسادس أكبر مصدر للقمح - تعتزم الحد من صادرات الحبوب إلى 2.5 مليون طن لما بقي من العام.
وفي وقت سابق قالت وزارة الاقتصاد الأوكرانية ''دمار مناطق كبيرة من الحبوب الشتوية في شتاء 2009 - 2010، والأحوال الجوية غير المواتية خلال فترة نمو الحبوب والحصاد، وقلة مخزونات الحبوب كلها عوامل أثرت في سوق الحبوب المحلية في أوكرانيا''.
وأضافت ''الهدف الرئيس من القرار هو ضمان الأمن الغذائي بفرض تراخيص وحصص تصدير على بعض السلع الأولية حتى 31 كانون الأول (ديسمبر)''.
ومن المرجح أن تؤدي الحصص الجديدة إلى انخفاض صادرات أوكرانيا من القمح والشعير الإجمالية إلى أقل من النصف مقارنة بـ 15.4 مليون طن باعتها في موسم التسويق السابق الذي استمر من تموز (يوليو) 2009 إلى حزيران (يونيو) 2010.
وفي ظل بواعث القلق بشأن الضرر الذي لحق بالقمح في منطقة البحر الأسود التي برزت كمصدر أساسي للأسواق العالمية، ارتفع القمح الأمريكي القياسي إلى قرب أعلى مستوى في عامين رغم أن المخزونات الوافرة تخفف من المخاوف بشأن الاحتمالات المستقبلية لمشكلات المحصول في 2011. وخفضت منظمة الأغذية والزراعة ''الفاو'' توقعاتها بشأن الإنتاج العالمي للقمح في 2010 إلى 651 مليون طن، وكانت توقعاتها في حزيران (يونيو) الماضي تشير إلى أن الإنتاج سيصل إلى 676 مليون طن.