عودة اقتصاديات الكساد وكارثة عام 2008
يرى مؤلف الكتاب أن عودة اقتصاديات الكساد لا تعد مؤشرا على فشل الرأسمالية, فقد ظهر الكساد في أوج النجاح الرأسمالي. بعد أن فقد الاتحاد السوفياتي ــ الذي كان يمول الحركات الاشتراكية في جميع أنحاء العالم ــ قدرته على دعم الدول الأخرى, وصار الاقتصاد الروسي في وضع يثير الرثاء.
إضافة إلى هذا، لم يتغير النظام الرأسمالي في هونج كونج على الرغم من عودة الجزيرة إلى الصين منذ عام 1997, وهو ما أوضح للعالم أن السوق الحرة أقوى من أن يتم تدميرها - حتى في نظر جمهورية الصين الشعبية.
خلال الربع الثالث من القرن العشرين، كانت الدول المتقدمة تنظر إلى الدول النامية, التي كان يطلق عليها دول العالم الثالث, على أنها متخلفة اقتصاديا وميؤوس منها. حوصرت هذه الدول في نمط تصدير المنتجات الزراعية والمواد الخام منخفضة القيمة. ثم جاءت مجموعة من العوامل التي نتجت عن العولمة ومنها تخفيض التعرفات الجمركية وتحسين الاتصالات السكلية واللاسلكية وانخفاض تكلفة النقل الجوي لتغير الأمور.
وفجأة وجدت مجموعة من الصناعات, خاصة في آسيا, أن توافر العمالة الرخيصة على المستوى المحلي يقدم لها ميزة تنافسية كافية لاقتحام الأسواق العالمية. أدى هذا النمو الاقتصادي الناتج عن التصدير إلى تحسن كبير في مستوى معيشة الكثير من الناس في هذه الدول. لم تنجح من قبل المساعدات الأجنبية ولا السياسات الرشيدة للحكومات الوطنية في تحقيق مثل هذا النمو الاقتصادي الهائل.
في يوم 2 تموز (يوليو) 1997 عادت هونج كونج إلى السيادة الصينية وفي اليوم نفسه انخفضت قيمة العملة التايلاندية الباهت, ما أدى إلى الأزمة المالية التايلاندية. كان السبب وراء انخفاض الباهت التايلاندي زيادة المنافسة اليابانية معه انخفاض أسعار الين الياباني وانخفاض الطلب على الصادرات التايلاندية. الأهم من ذلك أن انخفاض قيمة العملة أدى إلى تقليل قدرة المستثمرين على الحصول على الائتمان.
انتشرت الأزمة المالية التايلاندية بسرعة في بلدان النمور الآسيوية. وكان هذا مفاجئا لأنها على الرغم من قربها الجغرافي إلا أن نظمها الاقتصادية كانت مختلفة تماما, فكوريا الجنوبية ــ على سبيل المثال ــ عام 1996 كان الناتج المحلي لها أكبر مرتين من الناتج المحلي لإندونيسيا وثلاث مرات من الناتج المحلي لتايلاند. كان الارتباط المالي فيما بين هذه النظم الاقتصادية السبب وراء انتشار عدوى الأزمة المالية فيما بينها.
TITLE: THE RETURN OF DEPRESSION ECONOMICS AND THE CRISIS OF 2008
AUTHOR: PAUL KRUGMAN
PUBLISHER: W. W. NORTON & COMPANY
ISBN-10: 0393337804
SEPTEMBER 2009
224 PAGES