كيف تفوز في اقتصاد بطيء النمو؟

كيف تفوز في اقتصاد بطيء النمو؟

من الواضح أن الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم عليها تقديم مستويات غير مسبوقة من التدخل لمنع الانهيار الاقتصادي. ويقدر الخبراء أن حكومات الدول المختلفة أنفقت نحو 18 تريليون دولار لتحقيق الاستقرار في القطاع المالي وأنفقت مبلغا إضافيا يبلغ نحو 2.5 تريليون دولار لدفع الإنتاج والاستهلاك الاقتصادي.
وعلى الرغم من هذا المستوى الهائل من التدخل، تظل المشكلات الاقتصادية الكامنة التي تسببت فيها الأزمة موجودة. فقد تمر سنوات قبل أن تتمكن الشركات المتضررة والمؤسسات المالية من استعادة نشاطها الاقتصادي السابق.
وفي الوقت نفسه يواجه العالم أكبر تراجع اقتصادي يشهده منذ عقود, فالانخفاض الذي شهدته معدلات الإنتاج حقيقي وشديد, وتفيد تقارير صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي يتراجع بنسبة 1.1 في المائة، حيث سجلت الدول المتقدمة أكبر تراجع بنسبة انخفاض بلغت 3.4 في المائة في عام 2009.
مهدت الارتفاعات الهائلة في أسعار العقارات الطريق أمام الأزمة الاقتصادية. بدأت هذه الارتفاعات عام 1997، وبحلول عام 2006 كانت أسعار العقارات قد تضاعفت على أساس التضخم, وأدت التسهيلات الائتمانية وانخفاض أسعار الفائدة ومعايير الإقراض إلى تزايد أسعار العقارات ومعدلات الإقراض. كان هذا السيناريو يعتمد على ثلاثة افتراضات، ثبت أنها غير صحيحة:
1 ــ معظم المقترضين كانوا يبدون على أنهم على درجة تحمل جيدة لمخاطر الائتمان: وهذا الافتراض غير صحيح, فأسعار الفائدة المنخفضة ومعايير الإقراض السهلة جعلت المقترضين يبدون كذلك. أصبحت الحالة أكثر خطورة عندما استخدم أصحاب المنازل كرهونات من أجل اقتراض المزيد من القروض ذات درجة المخاطر العالية.
2 ــ يتميز مستثمرو أسواق رأس المال بالدهاء وسعة الحيلة على الرغم من إمكانية الوصول إلى كميات هائلة من البيانات والتحليلات، إلا أن الخبراء أخطأوا التقدير هذه المرة.
3 ــ مخاطر الإقراض متنوعة على الصعيد العالمي ولا تتركز بشكل خطير، كان هذا الافتراض بعيدا عن الصحة، حيث تحملت البنوك جانبا كبيرا من مخاطر الإقراض.
أدى الانخفاض الحاد في أسعار العقارات في الولايات المتحدة إلى أزمة في الأوراق المالية عالية المخاطر التي أدت إلى أزمة السيولة العالمية في القطاع المالي, ولا سيما في القطاع المصرفي.
بعد ذلك، صار على البنوك المتضررة تقديم كم أقل من القروض, وهو ما يعني تقليص نشاط الشركات وزيادة عمليات تسريح الموظفين. واستمرت هذه الدورة في الدوران لتتسبب في كارثة اقتصادية، حيث تصاعدت حالات إفلاس الشركات ومستهلكي القروض.

TITLE: ACCELERATING OUT OF THE GREAT RECESSION: HOW TO WIN IN A SLOW-GROWTH ECONOMY
AUTHOR: DAVID RHODES, DANIEL STELTER
PUBLISHER: MCGRAW-HILL
ISBN-10: 0071718141
JANUARY 2010
224 PAGES

الأكثر قراءة