رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أزمة منتصف العمر

بين منتصف العمر الباكر الذي يبدأ من سن العشرين حتى الأربعين، ومنتصف العمر المتأخر الذي يبدأ من الأربعين حتى الستين حسب تعبير الدكتور يحيى الرخاوي، تبدو المسائل الإنسانية تأخذ شكلا جديدا مع الإنسان في كل مرحلة، وربما في كل يوم. ولعل كتابا يتناول "أزمة منتصف العمر" تكتبه امرأة، من شأنه أن يلفت الانتباه إلى حقيقة أزمة منتصف العمر لدى الرجال قبل النساء.
والكاتبة الأمريكية إيدا لوشان ترى أن المرأة أكثر وعيا بمشكلات منتصف العمر من الرجل، الذي غالبا ما يعاني دون أن يدرك سبب معاناته التي تكمن بالدرجة الأولى في كونه لا يدري ولا يدري أنه لا يدري أن منتصف العمر يعني أنه لم يبق من الزمن ما يكفي كي يبقى في مرحلة الحيرة والإحباط.
تقول الكاتبة إنها وضعت كتابها وهي في الثامنة والأربعين، وهي في مراجعاتها تحاول أن تعيد قراءة أحداثا شتى واجهتها كأم مع ابنتها ومع البيئة المحيطة بها. لكنها وهي تتأمل في كل هذا الأمر، تستوقفها قضية الرجل الذي ترى أن خساراته في أزمة منتصف العمر أكبر من خسارات المرأة، إذا إنه لا يعترف بوجود هذه الأزمة، ويجد أن السؤال عن أزمة منتصف العمر لديه هو محض إهانة خالية من اللياقة، حتى ولو كان السؤال من أجل دراسة علمية.
تقول الكاتبة: "لقد تعب جيلنا كثيرا، خاض الكثير، وطُلب منه تغيير الكثير، وبسرعة كبيرة.. يقول آباؤنا إن الوضع كان أسوأ بالنسبة إليهم، ولكني لا أعتقد ذلك فعلا، فقد كان لهم ـــ إذا شاؤوا ـــ ألا يتغيروا، أما نحن فإن لم نواكب التغيير فقدنا وظائفنا والصلة بأبنائنا والإحساس بالمشاركة في المجتمع".
العبارة السابقة، ربما يتخيل أكثر من إنسان أنه سبق أن قالها أو فكر فيها أو عبر عنها بأي طريقة. إنها متلازمة تكشف أزمة منتصف العمر، وتؤكد أن صراع الأجيال هو فعل متلاحق، لا يمكن لأي إنسان أن يزعم أنه في منأى عنه، بدليل أن حواراته مع أبنائه تصل أحيانا إلى طريق مسدود، أو حوار طرشان، فالابن يعبر عن فكره وفكر جيله، بينما يحاول الأب أو الأم استنساخ ذواتهم في أبنائهم وبناتهم، فلا يصلون إلى أي نتيجة، وغالبا ما يرددون: أنتم جيل فاسد، الله يرحم زمان أول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي