الشيخ العقل: لدينا نماذج جيدة قامت بنشاط المساجد في كثير من مدن المملكة

الشيخ العقل: لدينا نماذج جيدة قامت بنشاط المساجد في كثير من مدن المملكة

أوضح الشيخ الدكتور ناصر العقل عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, أن الاهتمام الذي توليه هذه الدولة المعطاءة ببيوت الله يأتي تأكيدا للمكانة العالية التي تحتلها في الإسلام، وأضاف أن المسجد كما هو معلوم مكان الصلاة للجماعة وللجمعة، وكل ما اتخذه الناس مصلى فهو مسجد؛ لأن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ قال: ''وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا''، وإن كان مسمى المسجد صار أخص من سائر الأرض، وأضاف أن المسجد كان في عهد النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ليس مكان إقامة الصلاة فحسب، بل كان منطلق أنشطة كثيرة, فكان النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ يعقد فيه الاجتماعات ويستقبل فيه الوفود، ويقيم فيه حلق الذكر والعلم والإعلام، ومنطلق الدعوة والبعوث، ويبرم فيه كل أمر ذي بال في السلم والحرب. وأول عمل ذي بال بدأه النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ حين قدم المدينة مهاجرا أن شرع في بناء المسجد، وكان النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، كما ورد في الصحيح.
ومضى يقول: أما الآن ومع تدرج الزمن وتغير أساليب الحياة فقد تحول كثير من وظائف المسجد إلى مؤسسات أخرى وهيئات ودوائر, لكن لا يعني ذلك أن المسجد انتهت رسالته، أو لم يعد له دوره وتأثيره، بل بقي الكثير. ولو لم يكن للمسجد إلا إقامة الصلاة وما يقام فيه من الحلقات لكان ذلك أمرا عظيما، كيف والصلاة هي ركن الإسلام وعمود الدين، وأعظم شعائر الإسلام الطاهرة.
ومع ذلك لا يزال المسجد مهيئا للقيام بأدوار عظيمة في التعليم والتربية والوعظ والتوجيه والإرشاد والتكافل الاجتماعي والحسبة.
وقال: في أيامنا هذه ـــ وبعد النهضة الشاملة في هذه البلاد المباركة ــ نرى المساجد بدأت ـــ بحمد الله ـــ تستعيد شيئًا من مكانتها، سواء فيما يتعلق ببنائها والعناية بها، حيث لا تزال حكومة خادم الحرمين الشريفين ــ وفقها الله، ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تولي المساجد عناية طيبة.
كما أن أهل الخير والإحسان لا يزالون ـــ بحمد الله ــــ يبذلون بنفوس سخية في سبيل عمارة المساجد وخدمتها، وبدأت المساجد كذلك تأخذ نصيبها من قبل سائر المواطنين الصالحين، فهي تشهد -بحمد الله - نشاطًا ملحوظًا في تحفيظ القرآن وحلق العلم والذكر والوعظ والإرشاد والمحاضرات والندوات والدروس العلمية والحلقات والدورات والمكتبات وغيرها.
لكن هذه الأنشطة تحتاج إلى مزيد من التنسيق والتخطيط والتنظيم وحسن الإعداد وجودة الأداء.
وأشار إلى أنه قامت نماذج جيدة في نشاط المسجد في كثير من المدن في المملكة يجب أن يفاد منها, خاصة في المساجد ذات النشاط الناجح والمرافق والخدمات الكاملة فإنها يجب أن يستفيد منها سائر الأئمة والخطباء.
وأكد أن المساجد أهم وسيلة، وأسلم مكان، وأفضل بقعة ينطلق منها العلماء وطلاب العلم لتوجيه الناس وتعليمهم وتفقيههم، وحل مشكلاتهم، لذا كان المسجد منذ عهد رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ والقرون الفاضلة المكان الذي يصدر عنه كل أمر ذي بال يهم المسلمين في دينهم ودنياهم.

الأكثر قراءة