رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


العيد .. فرصة لمراجعة قضايا المجتمع

العيد بالنسبة لي يعني الفرح والسعادة والبهجة والإقبال الإيجابي على الآخرين، وبالتالي فإن العيد مناسبة تواصل وتراحم وتصالح وتجاوز عن الأخطاء والزلات في جو من الفرح والسعادة، وكلنا يعلم أن ديننا الإسلامي جعل من المواسم الدينية مناسبات للتذكر ومراجعة النفس والتزود بزادي الدنيا والآخرة، وعلينا أن نستثمر تلك المناسبات في مراجعة قضايا المجتمع وهي بكل تأكيد قضايا الوطن.
ودون أدنى شك يعد العيد من أهم المناسبات التي يمكن أن نراجع فيها قضايا المجتمع الاجتماعية من عوز وحاجة وعقوق وطلاق وعنوسة وعضل وعنف اجتماعي، ذلك أن بالعيد نبحث عن السعادة لنا وللآخرين من أبناء مجتمعنا فلا نريد أن نرى أحدا بأيام العيد غير سعيد لأي سبب اجتماعي، وبكل تأكيد إذا اجتمع أفراد المجتمع بأي صيغة لتخفيف آلام المشاكل الاجتماعية عن كاهل أخوتهم سيتمكنون من ذلك ـ بإذن الله.
نعم إذا غابت الصيغة المؤسسية لاجتماع أفراد المجتمع لمعالجة أي قضية ستبقى دون حل مهما تعالت الأصوات، ومهما حسنت النيات، ومهما كانت المشاعر والأحاسيس ذلك أن الصيغة المؤسسية تجمع الجهود والطاقات والإمكانات وتنسقها وتركزها من خلال برامج وآليات تُوجدها وتعلنها، وتدعو الجميع للتكامل في إنجاحها فهذا متطوع بجهده وفكره وتوظيف علاقاته، وذاك متبرع بماله وآخر يجمع بين هذه وتلك وهكذا. مجتمعنا تكامل في الحد من كثير من المشاكل الاجتماعية من خلال مؤسسات خيرية أنشأها لهذا الغرض منها على سبيل المثال جمعيات البر وفروعها المنتشرة في جميع أنحاء الوطن التي تتصدى لمشكلة الفقر، ومن خلال استراتيجيات تجاوزت الفكر الإغاثي إلى الفكر التنموي، حيث يتم انتشال الأسر المحتاجة من الفقر بتطوير أفرادها أو بعض منهم ليصبح قادرا على العمل أو الاستثمار ليعتمد على نفسه، وهو ما كان في كثير من الحالات التي تحولت من أسر تطلب الدعم إلى أسر منتجة تساهم بدعم الأسر المحتاجة الأخرى.
ومن أمثلة ذلك أيضا جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري التي توفر السكن للأسر المحتاجة القابلة للتنمية، حيث تتخذ من المسكن منطلقا لتنمية الأسر المعوزة بما ينتشلها من العوز والحاجة لتنطلق إلى عالم الأسر متوسطة الدخل التي تعتمد على نفسها، ولقد حققت الجمعية نجاحات كبيرة في مجال تطوير التجمعات السكنية، وفي مجال تنمية سكانها، وهي في طريقها لتطوير المزيد لاستيعاب المزيد من المواطنين لتحويلهم من العوز إلى القدرة.
أيضا برنامج الأمان الاجتماعي الذي تحتضنه الشؤون الصحية بالحرس الوطني الذي يتصدى للعنف الأسري بالتوعية والتوجيه، وتعزيز الشراكة والتضامن على المستوى الرسمي والأهلي، وإيجاد البرامج والحلول الهادفة لتخفيف المعاناة ورعاية المتضررين برنامج ناجح بكل المعايير، وحقق نتائج باهرة من جهة تكوين شراكات مع جميع الأجهزة المعنية بالضبط والادعاء والقضاء للتعامل مع العنف الأسري بجميع أنواعه وصوره، فضلا عما حققه البرنامج من نجاحات في المجال التوعوي، والأمل معقود عليه لتحقيق المزيد من التوعوية في هذا الشأن بين أفراد المجتمع السعودي.
أيضا جمعية ''مودة'' التي تختص بقضايا الطلاق أخذت جانبا مهما، وهي تعد العدة للنهوض بمهمتها بالحد من الطلاق والتخفيف من آثاره السلبية على المطلقات وأبنائهن ومن في حكمهن من المعلقات، وهي فئات تعاني معاناة شديدة ولا تستطيع التعبير عن معاناتها في ظل العادات والتقاليد المتشددة من جهة النساء، حيث صعوبة التواصل مع الجهات المعنية برعايتهن وأبنائهن وتخفيف الآثار النفسية والمادية عليهن وعلى أبنائهن. هذه بعض الجهات التي تتعامل مع القضايا الاجتماعية، وهي على سبيل المثال لا الحصر، ورغم أن الجمعيات الخيرية في بلادنا المعنية بذلك من وجهة نظر كثير منا كثيرة ومتعددة، إلا أنها وفق المعايير العالمية ما زالت جمعيات قليلة العدد والتنوع، وهي جمعيات بالمجمل تصنف كجمعيات من الدرجة الثانية التي تتعامل مباشرة مع المستفيدين، ويندر أن تجد فيها جمعيات من الدرجة الأولى، وهي تلك التي تتخصص في خدمة وتطوير الجمعيات من الدرجة الثانية التي تتعامل مع المستفيدين، وبالتالي، فإن معظم هذه الجمعيات ما زالت تعاني مشاكل كثيرة ومتعددة تتمحور في مجملها حول ضعف القدرات المالية والقدرات الإدارية، ما يجعلها لا تستطيع أن تنهض بمهامها بالشكل الأمثل المنشود.ومن أجل أن نعدد وننوع الجمعيات الخيرية المتخصصة في معالجة القضايا الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد للحد منها والتخفيف من آثارها بأعلى كفاءة مجتمعية ممكنة أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة تشكيل وطرح مفهوم التكافل الاجتماعي بما يتناسب والمعطيات التقنية المتوافرة والمتطورة، ليشارك معظم أفراد المجتمع كل حسب استطاعته في حل القضايا الاجتماعية، ليكون أفراد المجتمع الذين قست عليهم الظروف في سعادة نتيجة دعم المجتمع لهم للتغلب على تلك الظروف ليكون عيد الوطن بجميع أفراده عيدا سعيدا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي