رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«كلانا» .. ليست مجرد جمعية

أعرف أن الأغلبية تعرف من تكون ''كلانا'', غير أنني سأقدم باختصار شديد بعض المعلومات التي أجد أنه من الأولى عرضها ليس من باب التمجيد والمديح أو مجاملة للقائمين عليها, بل من واجب وأبجديات الاعتراف بحق مكتسب من واقع الإنجازات والمسيرة العملية غير المسبوقة في أساليب الأداء والآلية والمنهجية المرعية إلى التحديث حتى في مفهوم العمل الخيري. ''كلانا'' هي جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي, وهي جمعية تناضل للتخفيف من وطأة آثار هذه المرض الذي يعانيه أبناء المجتمع, حيث تصل التقديرات إلى ما يوازي 11 ألف مريض يعيشون بين ظهرانينا, والأسوأ من هذه الحقيقة الزيادة المطردة في تفشي هذا المرض بنسبة تصل إلى 9 في المائة سنويا. لذا فمنذ انطلاق التنفيذ التجريبي لبرنامج رعاية الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي للمحتاجين عام 1428هـ أسهمت ''كلانا'' في خدمة سبعة آلاف مريض فشل كلوي بتكلفة وصلت إلى أكثر من 80 مليون ريال, حيث يصل معدل التكلفة السنوية للمريض إلى 115 ألف ريال سنويا إذا سلم من الحاجة إلى إجراءات طبية أخرى مكلفة أيضا أكثر من ذلك بكثير كبعض العمليات المصاحبة من تركيب قسطرة أو تغيير أو إزاحة وريد صناعي، وما إلى ذلك.
إن الجمعية، وإن كانت فتية في عمرها، فهي في نظري ونظر جماهير عريضة ممن سمع أو عرف أو وقف على أعمالها أو شارك في أي مناشطها لتعتبر علامة فارقة في العمل التطوعي, وهي مثال للتغيير في المفهوم في الأعمال التطوعية. فهذه الجمعية خرجت من ربقة النمطية والكلاسيكية المعهودة ليس فقط في أسلوب عملها, لكن أيضا في المفهوم والرسالة. إن من هذه الإضاءات غير التقليدية في هذه الجمعية أولا: إدارتها أموالها، فهي تقوم على التطوع لكل العاملين باستثناء أعمال تتطلب توظيف شخص متفرغ فيها (سكرتارية وسائق وما شابههما)، حيث لا يتجاوز عددهم ستة موظفين فقط. الأمر الثاني: إدارة التكاليف بشكل مهني واحترافي سواء ما ينوب العلاج أو نشاطات الجمعية كالترويج لها وحملات التبرع لها. ففي جانب التكاليف العلاجية تقدر جلسة الغسيل بـ 1200 ريال، في حين أنه من خلال الشراكة والتحالفات مع مقدمي الخدمة العلاجية وشركات الجمعية استطاعت الجمعية الحصول على أسعار تنافسية بأقل من ثلثي هذه المبالغ، لتصل إلى 400 ريال تقريبا. وفي جانب أسلوب العمل في شمولية هذا العمل الخيري تم توقيع 28 اتفاقية مع جمعيات خيرية ستصل إلى 40 قريبا، لضمان شمول جميع مناطق المملكة, ولكون هذه الجمعيات الخيرية هي الأدرى بحاجة أبناء مناطقها. ومثلما درجت عليه الجمعية أيضا أبدع القائمون عليها في خلق أساليب حديثة في جمع التبرعات كاستخدام الرسائل النصية بإرسال رقم (1) إلى الرقم 5060، وعدم الاكتفاء بالأساليب التقليدية والنمطية في حملاتها أو بالتبرعات العينية مثل تبرع مستشفى معين بالكشف على أهلية العلاج صحيا وتحديدها. المحصلة أن هذه الأنماط الجديدة هي في عنوانها أعمال خيرية بلا شك، لكنك ترفع القبعة احتراما لروادها بإدخالهم الأساليب المتطورة والمنعتقة من التقليدية حتى في أساليبها أو نوعية أعمالها الخيرية, التي يجب على المجتمع أن يعيش واقع أفراده, فهناك أساليب ومناحي خير لم تعد بمثل هذه الأولوية لحاجات متجددة وهي أكثر آنية.
وما قبل السطر الأخير لا يمكن أن نذكر كل هذه الإنجازات دون تسجيل كلمة شكر وعبارة ثناء موسومة بالاستحقاق ودعوة بالتوفيق لمن يقف خلف هذه الإنجازات لهذه الجمعية الخيرية وبإشراف مباشر، وهو الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز المشرف العام على الجمعية .. فبورك في كل جهودك يا سمو الأمير وسدد الله خطاك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي