«قناصة» يفاجئون سوق الأسهم السعودية ويقفزون بالسيولة %100

«قناصة» يفاجئون سوق الأسهم السعودية ويقفزون بالسيولة %100

استهلّت سوق الأسهم السعودية أسبوعها الأخير من رمضان، أمس، وقبل إجازة التداول التي تبدأ غدا، بقفزة في حجم السيولة وأداء المؤشر، الذي ربح في نهاية تداول أمس أكثر من 100 نقطة في جلسة واحدة، وتضاعف حجم السيولة المتداولة عن المتوسط الذي ظلت عليه طوال الأسابيع الماضية 100 في المائة من 1.1 مليار ريال إلى 2.2 مليار.
ووفق محللين واقتصاديين مراقبين للسوق، فإن الارتباط العضوي لسوق الأسهم المحلية مع الأسواق العالمية، إلى جانب التقارير المالية المحلية حول البنوك السعودية، التي كان آخرها تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي، الذي أشار إلى ارتفاع ربحية البنوك المحلية، وكذلك التحلحل في مسألة الإقراض البنكي، دفع بالـ "القناصين" من ملاك السيولة إلى انتهاز الفرصة قبل إغلاق السوق غدا.
وقال الاقتصاديون: "إن محافظة الأسواق العالمية على زخمها الصحي جدا، عطفا على بيانات الوظائف في الولايات المتحدة التي جاءت أفضل من توقعات المحللين، أحدث اهتماما لدى المستثمرين بنشاط السوق، الذي وصلت فيه أسعار بعض الأسهم إلى مستويات مغرية، فقرر تثبيت المراكز على بعض أهم القطاعات، وكان مقدمتها قطاعي المصارف والبتروكمياويات".
وأغلق المؤشر العام للأسهم السعودية أمس عند مستوى 6274.71 نقطة، أي بارتفاع قدره 1.88 في المائة عن إقفال نهاية الأسبوع الماضي. وسادت الموجة الإيجابية كل القطاعات، حيث أغلقت بلا استثناء في المنطقة الخضراء. وكان سلوك الشركات المدرجة مماثلا إلى حد كبير، بإغلاق 137 سهما على ارتفاع، وتم خلال جلسة أمس تداول 107.26 مليون سهم، بقيمة وصلت إلى 2.29 مليار ريال، وظل بنك الإنماء وكيان السعودية قائدَين من حيث حجم الأسهم المتداولة خلال الجلسة.
محمد العمران، محلل أسهم يضع التقارير المحلية لأداء البنوك وترقب نتائج إيجابية لها خلال الربع المقبل، إلى جانب تعود المستمثرين على التحرك ببطء في بداية رمضان، ثم تنشيطها في أواخره، سببين للحركة المفاجئة لسوق الأسهم أمس.
ويضيف: "تحسن ربحية البنوك والأسواق العالمية أحدثت زخما على تداولات أمس، ونتوقع أن يكون هناك هدوء خلال اليومين المقبلين، إن لم تحدث عمليات جني أرباح في يوم الإغلاق غدا".
وتابع العمران: "الأسعار الجيدة لبعض الأسهم المهمة في السوق، حفزت ملاك السيولة على اقتناص الفرصة المواتيه، رغم أن الحذر لا يزال موجودا".
من ناحيته، يقول الدكتور عبد الرحمن الحميد، أستاذ المحاسبة في جامعة الملك سعود، ومحلل اقتصادي، يتفق مع العمران في السببين الجوهريين اللذين طرحهما، وهما الترابط العضوي للسوق السعودية مع الأسواق العالمية، الذي بات سمة للسوق المحلية، إلى جانب البيانات حول أداء البنوك، إلا أنه يضيف سببا آخر يتعلق بالتراخي الذي حدث على سياسات البنوك المتحفظة تجاه الإقراض.
وقال: "لقد بدأنا نشهد في الفترة الأخيرة تحركا من البنوك لتحرير بعض المحافظ والتخلي عن سياسة التحفظ على الإقراض بعد نحو عامين أو أكثر على انتهاجها".
ويؤكد الدكتور الحميد، أن الترقب لنتائج إيجابية بشأن الربع المقبل، لها الأخرى تأثير على تحرك المستثمرين بصورة ممتازة في جلسة أمس، مشيرا إلى أن "الاقتناص" في هذه المرحلة مهم.
وأضاف: "رغم أنه كان من المتوقع ألا تنشط السوق قبل أيام من إغلاقها إلا أن ذلك حدث؛ ما يعني أن قطاع الأعمال والمحافظ الضخمة ترغب في الاستفادة من الفرص الجيدة للاستثمار في المرحلة الراهنة والبناء عليها عند بدء التداول بعد الإجازة وشهر رمضان، الذي يعد من أقل الشهور تداولا لأسباب متعلقة بطبيعة ونفسيات المستثمرين".

الأكثر قراءة