فنيّا.. السوق تلامس نقاطا جيدة وتوقعات بالعودة إلى خط الاتجاه الصاعد
نجح قطاع المصارف في إعادة السوق المالية السعودية إلى المنطقة الإيجابية، ليغلق مؤشر السوق Tadawul All Share Index ـــ TASI فوق مستوى الـ 6100 نقطة في نهاية تداولات هذا الأسبوع. وقد ختمت السوق الأسبوع الرابع من آب (أغسطس) بنتيجة إيجابية عند 6106 نقاط، بعد ثلاثة أسابيع من السلبية المتتالية من الشهر نفسه، وفي الوقت نفسه استهلت السوق تداولات أيلول (سبتمبر) بإيجابية عندما أغلقت في تداولات الأربعاء الماضي عند 6159 نقطة، لتكسب بذلك 158 نقطة من إغلاق الأسبوع الماضي الذي أغلق محافظا على مستوى الـ 6000 نقطة بإغلاقه فوقها بنقطة واحدة.
وقد قاد إيجابية هذا الأسبوع سهم ''سامبا'' الذي ارتفع بنسبة 8.7 في المائة من إغلاق الأسبوع الماضي، وسهم ''الرياض'' الذي ارتفع بنسبة 6.5 في المائة، وسهم ''الفرنسي'' الذي ارتفع بنسبة 5.2 في المائة، وسهم ''ساب'' الذي ارتفع بـ 4 في المائة، و''الراجحي'' الذي ارتفع بنسبة 2.3 في المائة. أما ''سابك'' و''الاتصالات'' فقد ارتفعا بنسبة 3.3 و3.5 على التوالي، ليغلق مؤشر السوق TASI مرتفعا بـ 158 نقطة وبنسبة 2.6 في المائة من إغلاق الأسبوع الماضي، ومرتفعا بـ 37 نقطة من إغلاق 31 كانون الأول (ديسمبر) 2009 وبنسبة تزيد على 0.5 في المائة.
وفي الوقت الذي اتجه فيه المؤشر نحو الإيجابية، اتجهت السيولة إلى السلبية، حيث بلغت أدنى مستوى لها منذ نيسان (أبريل) 2003. فقد بلغت سيولة يوم الإثنين الماضي أقل من المليار ريال، وهي السيولة التي لم تشهدها السوق سوى في الإثنين 14 نيسان (أبريل) 2003، إذ بلغت 974.28 مليون ريال، وفي الثلاثاء 29 نيسان (أبريل) إذ بلغت 917.28 مليون ريال.
#2#
وقد بلغت سيولة هذا الأسبوع 6.1 مليار ريال، منخفضة بمقدار مليار ريال عن سيولة الأسبوع الماضي البالغة 7.2 مليار ريال. كما انخفض عدد الأسهم المتداولة هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي من 386.9 مليون إلى 290.5 مليون سهم. كما انخفض معدل الصفقات إلى 206 آلاف صفقة، مقارنة بـ 247 ألف صفقة نفذت في الأسبوع الماضي.
وبإغلاق TASI عند مستوى 6159 نقطة هذا الأسبوع، يكون قد عاد فنيا إلى نقاط جيدة في التحليل الفني، حيث العودة إلى استمراره في خط اتجاهه الصاعد فوق دعم 6100 نقطة، وأعلى من إغلاق 31 كانون الأول (ديسمبر) 2009 الذي أغلق عند 6121 نقطة.
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الصاعد لمؤشر السوق TASI حتى يلتقي بمقاومة 6200 نقطة، والتي تمثل المتوسط المتحرك الأسي الـ 50 يوما، ومن المؤمل أن يتجاوزها في الأسبوع المقبل، ليلغي سلبية بقائه تحت المتوسطات المتحركة، كما هو متعارف عليه في التحليل الفني.
أما مؤشرا الـ MACD والـ MACD Histogram فقد أخذا الإيجابية الفنية في تداولات هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تستمر إيجابيتهما في تداولات الأسبوع المقبل.
يدعم ذلك الإغلاق الإيجابي لمؤشر السوق فوق متوسط مؤشر الـ Bollinge Bands.
التحليل الفني لمؤشر السوق باستخدام الشموع اليابانية يدعم إيجابيته في الشارت الأسبوعي واليومي، حيث أغلقت شمعة الأربعاء الماضي فوق متوسط البولينجر، إلا أن شمعة الحيرة قد ظهرت في الشارت الشهري.
مؤشر القوة النسبية RSI عند الـ 50 درجة، وفي توافق إيجابي مع مؤشر السوق TASI، بعد قطعه صعودا الاتجاه السلبي للأسبوع الماضي.
مؤشر تدفق السيولة MFI عند مستوى الـ 53 درجة، وفي توافق إيجابي مع مؤشر السوق، وقد نجح في تجاوز مقاومة قمتين كانتا قد أبقته في السلبية في آب (أغسطس) الحالي.
إذا فنيا يمكن القول إن السوق تتجه نحو الإيجابية بشكل عام وفق معطيات التحليل الفني ومؤشراته، وتبقى سلبية السيولة الهاجس الذي حير المحللين، وأقلق المتداولين في السوق المالية السعودية، إذ لا قيمة لأي اتجاه صاعد لمؤشر السوق ما لم يدعم باتجاه مماثل في السيولة، والذي سرعان ما يرتد للاتجاه الهابط في حالة عدم توافق اتجاه السيولة معه!!
لذا يتوقع أن يظهر الأثر الإيجابي لمعطيات التحليل الفني في الأسبوع المقبل، وقد تستمر الإيجابية في تداولات أيلول (سبتمبر) الحالي، الذي تعلن في نهايته نتائج الشركات في الربع الثالث، وقد تتحرك بشكل إيجابي أسهم بعض الشركات التي تتسرب أخبارها، كما هو متعارف عليه في السوق المالية السعودية!!
وللتذكير فإن نتائج الشركات المتداولة في السوق السعودية قد تحسنت بما يزيد على الـ 40 في المائة في النصف من هذا العام، مقارنة بنتائجها في منتصف عام 2009. وقد قاد هذا التحسن في الأرباح قطاع البتروكيماويات الذي تحسنت أرباحه من 840 مليونا في منتصف 2009 إلى 4 مليارات ريال في منتصف هذا العام، أما ''سابك'' وحدها فقد تحسنت أرباحها بـ 12 ضعفا عن الربع الثاني من العام الماضي لتصل إلى ما يزيد على الـ 10 مليارات ريال. وعلى ذلك، فإن الأيام الثلاثة المقبلة التي تعد خاتمة تداولات شهر رمضان المبارك، ستكون إيجابية ــ إذا صدقت التوقعات الفنية ــ وبها يكرر رمضان الحالي إيجابية رمضان 2009، الذي افتتح تداولاته عند 5751 نقطة، وأغلق عند 5947 نقطة. أما رمضان الحالي فقد بدأ تداولاته عند 6188 نقطة، ومن المؤمل أن يغلق قريبا من مستويات المقاومة 6250 أو 6380 نقطة. ومما يدعم هذه التوقعات الإيجابية للسوق المالية السعودية، الارتداد القوي الذي شهدته الأسواق العالمية، فمؤشر الـ Nikkei الياباني عاد ليستقر فوق دعم الـ 9000 نقطة، وبارتداد كسب من خلاله أكثر من 3 في المائة في اليومين الماضيين، بعد أن عصف ارتفاع الين في الشركات اليابانية في الأسبوع الماضي، أما الـ Dow Jones الأمريكي فقد عاد لحاجز الـ 10000 نقطة التي فقدها في إغلاق 26 آب (أغسطس).
محلل اقتصادي ومدرب في التطوير المالي والإداري