رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


خصومة غير سوية

تظهر شخصية الشيخ سند في (هوامير الصحراء) وصولية متسلقة قابلة لتقديم الحلول الشرعية لأي معضلة. في الوقت نفسه لا يوجد شخصية مقابلة لها تعيد وزن الأمور والتأكيد على أن مثل هذه الشخصية غير السوية يقابلها شخصيات سوية لأناس ملتزمين.
الصيغة نفسها نراها في طاش ما طاش، فخالد سامي وناصر القصبي جسدا شخصية المتدين بصورتها السلبية. وبدا كأن الملتزم السوي من الندرة بحيث أنها لا تظهر بالشكل الذي يخفف من الاستفزاز الذي يثيره الإلحاح على تصوير الشخص الملتزم وكأنه (بعبع).
هذا الإسهاب في الإلحاح على تقديم الصور السلبية من خلال الدراما المحلية لا تخدم بالمطلق الصورة المثلى التي نتطلع إليها.
إن تحليل مضمون الدراما المحلية لدينا، سوف يكشف أن اتجاهاتها تجاه موضوع التدين والالتزام، بدأت تأخذ مناحي مبالغ فيها. هناك خلط بين فكر التطرف والموت وصناعته، وبين التدين الحميد الذي تصطبغ فيه كل المجتمعات.
كلنا نهاجم فكر الموت ونسعى لمحاربته، لكن هذا الهجوم لا يبرر أن تصيب نيراننا الطائشة الناس الآخرين، أولئك الناس الذين يعتزون بكونهم ملتزمين، ولا يجدون تناقضا بين هذا الالتزام، وبين أن يعيشوا حياتهم بالشكل الذي لا يتصادم مع المجتمع. إن الإلحاح على تفريغ المجتمع ـــــ أي مجتمع ــــــ من مضامينه الأخلاقية والاجتماعية والدينية، وتصويره باعتباره مجتمعا هشا متآكلا يعاني كافة العيوب والمشكلات، هذا الإلحاح الذي انشغلت به الدراما المحلية والخليجية نتائجها سلبية. إن انصراف الناس عن مشاهدة مثل هذه الأعمال يستدعي الإنصات لهذه الشريحة والسعي لعدم خسارتها، إذ إنها تملك حقوقا تساوي الحقوق التي يملكها أي طرف آخر من شرائح المشاهدين الذين تتهافت تلك الفضائيات على كسب ودهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي