رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عبد الله بن محفوظ .. علق الجرس في عالمنا الإسلامي؟

انتهى مقال العدد 6162 والصادر يوم 25 آب (أغسطس) 2010 في هذه الصحيفة بالتساؤل التالي (من يعلق الجرس في عالمنا الإسلامي؟)، وكان الحديث على مدى الأسبوعين الماضيين يدور حول العهد الذي قطعته مجموعة قاربت 40 مليارديرا أمريكيا بالتبرع بما لا يقل عن نصف ثرواتهم للأعمال الخيرية والتطوعية. وكان الهدف من إعلان تبرعهم هذا يتمثل في أمرين، الأول أن يسهموا في حث المزيد من الأغنياء على التبرع ودعم مشاريع الأعمال الخيرية ماليا، والثاني أن يبرزوا كقدوات في مجال العمل التطوعي، حتى يحثوا مزيدا من المتطوعين لتقديم الجهد لتنفيذ الأعمال التي قاموا بدعمها.
يقول المولى ـ عز وجل ـ في الآية 271 من سورة البقرة ''إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير''، يقول فضيلة الشيخ محمد الشعراوي في تفسير هذه الآية ''فإن أظهرتم الصدقة فنعم ما تفعلون؛ لتكونوا قدوة لغيركم، ولتردوا الضغن عن المجتمع. وإن أخفيتم الصدقة وأعطيتموها الفقراء، فإن الله يكفر عنكم بذلك من سيئاتكم، والله خبير بالنية وراء إعلان الصدقة ووراء إخفاء الصدقة''، ويقول أيضا ''فإن كان غنياً فعليه أن يبدي الصدقة حتى يحمي عرضه من وقوع الناس فيه؛ لأن الناس حين يعلمون بالغني فلابد أن يعلموا بإنفاق الغني، وإلا فقد يحسب الناس على الغني عطاء الله له، ولا يحسبون له النفقة في سبيل الله. لماذا؟ لأن الله يريد أن يحمي أعراض الناس من الناس''.
في زمننا هذا يتأثر أفراد المجتمع كثيرا بشخصية القدوة التي يرونها ويسمعون عنها. فأكثر ما نحتاج إليه هو القدوة الحسنة التي يقتدي بها أفراد المجتمع، فقد أصبحت المحاضرات والدروس قليلة التأثير في هذا العصر، والناس يتأثرون بالقصص والممارسات التي تصدر من المشاهير الذين يتابعونهم سواء كانت حسنة أم سيئة.
كتاب الله وتراثنا الإسلامي مليئان بالقصص المحفزة، وبالأشخاص الذين يقتدى بهم، ولن يتسع المقام لتعداد هذه الآيات والأحاديث والقصص. ولكن سأحاول أن أغطي بعضا من الصفات التي لمستها من قراءتي لقصص هؤلاء المتبرعين، التي سردت بعضا منها على مدى الأسبوعين الماضيين. وأكثر ما يشد الانتباه في تلك القصص أنهم أصحاب أعمال ناجحون، كونوا ثرواتهم بأعمالهم الخاصة. لم تغرهم الشهرة والأموال عن متابعة أحوال المجتمع وتلمس حاجاته، ساهموا في دعم الاقتصاد الوطني لبلادهم من خلال تأسيس شركات عائلية ناجحة وتوسعت على مدى العقود الماضية، أغلبهم يملكون مؤسسات خيرية خاصة بهم تقوم على تنفيذ المشاريع التطوعية بناء على رؤى وتطلعات ملاكها، جلهم بدأ بدعم التعليم وتطوير البحوث من خلال الجامعات التي درسوا فيها أو كانوا يحلمون بالتخرج فيها.
من خلال زاويته في صحيفة ''المدينة'' وفي مقال عنونه بـ ''من يطلق مبادرة التبرع بثلث ماله للأعمال الخيرية؟'' أعلن الدكتور عبد الله بن محفوظ، رجل الأعمال المعروف عن مبادرته للتوصية (بعد عمر طويل ـ إن شاء الله ـ) بالتبرع بثلث أمواله لصالح مؤسسة كندة الخيرية، لتستثمر ثم ينفق من عوائدها لصالح الأيتام والعجزة والتعليم والعلاج في خدمة الإنسانية أينما كانت.
الحقيقة أن الدكتور عبد الله ليس الوحيد الذي يوصي بالتبرع أو الوقف للأعمال الخيرية، ولكنه مثال مشرف لرجل الأعمال الذي يرد جزءا من فضل الله ومجتمعه عليه من خلال الوعد بإيقاف جزء من ثروته. والأمثلة كثيرة ولكن جلها ممن يفضلون كتم الصدقة وعدم إظهارها. والمجتمع السعودي المسلم، مجتمع معطاء ومجتمع محب لعمل الخير، وقادة هذه البلاد هم من عودونا على هذا الأمر الحسن، ولا أدل على ذلك من الوقفة الإنسانية التي بدأها خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ للتبرع لإخواننا المسلمين في باكستان على أثر الكارثة التي ألمت بهم أخيرا، وقد كانت السعودية حكومة وشعبا على قدر المسؤولية الإنسانية في مساندة إخوانهم ومد يد العون لهم.
ختاما، نتطلع لسماع المزيد من القصص المشرفة في دعم المسؤولية الفردية نحو المجتمع من رجال الأعمال في المملكة، ومن أفراد المجتمع الذين لا يبخلون بجهدهم في تقديم العمل التطوعي للمجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي