مكاتب الجاليات وإسلام باحث أمريكي
تقوم مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات في المملكة بجهود مشكورة في الدعوة إلى الله, وقد أسلم الكثير من أبناء الجاليات بسبب هذه الجهود المباركة، ويعد مكتب الدعوة وتوعية الجاليات في البطحاء في الرياض من أنشط هذه المكاتب في هذا الجانب, حيث أسهم في إسلام الآلاف من أبناء الجاليات المقيمة في مدينة الرياض، ولا يكاد يوم يمر إلا وأعلن المكتب إسلام مسلم جديد، وبالأمس القريب وصلتني رسالة من المكتب يعلن فيها إسلام 88 شخصا في أول عشرة الأيام من شهر رمضان وتفطير 43040 شخصا وإلقاء 132 كلمة والتكفل بـ 350 معتمرا, وهذا غيض من فيض لهذا المكتب المبارك, الذي اعتاد مع المكاتب الأخرى المماثلة العمل الجاد في الدعوة إلى الإسلام، وللقائمين على المكتب الذي يرأسه الشيخ نوح القرين جهود كبيرة ملموسة, خاصة الدعاة الذين يعملون بلا كلل ولا ملل في سبيل إخراج الناس من الظلمات إلى النور. والمتابع للجاليات التي تسلم يجد من خلال الإحصائيات والتقارير التي تنشر عن المهتدين الجدد أن أكثر الذين يسلمون هم من الجالية الفلبينية, فهي أسرع الجاليات قبولا للإسلام، ويحضرني في سياق الحديث عن هذا العمل الجبار لمكتب الجاليات في البطحاء قصة أحد الذين أسلموا عن طريق المكتب, وهو مهندس أمريكي مقيم في الرياض نشرت قصة إسلامه إحدى الصحف, وهو المهندس والباحث ويليام مايكل فرانكلين أمريكي يبلغ من العمر 55 عاما، وقَدِم للمملكة منذ عشرة أشهر للعمل في إحدى الوزارات كمستشار. يقول عن إسلامه: خلال الشهور العشرة التي عملت فيها في المملكة سافرت إلى أمريكا للزيارة، وهناك شعرت بحاجة الناس إلى السعادة والبحث عنها لأعود للسعودية وأنا أشعر بحنين إليها، وبرز لدي شعور بأن هذه هي بلادي، وأقوم حاليا بتأليف كتاب سيرى النور قريبا ـــ بإذن الله تعالى ــ ويضيف "وتعرفت على الإسلام أكثر حينما قَدِمت إلى مركز البطحاء التجاري في الرياض لأبحث عن أشخاص فلبينيين يلعبون الشطرنج لألعب معهم فكانت بداية رحلتي للتعرف على مكتب دعوة للجاليات، وتكررت زيارتي له عدة مرات ووجدت كل ترحيب وحُسن مُعاملة من قِبل العاملين في المكتب، وأعلنت إسلامي ونُطقي الشهادة وأنا أشعر بسعادة وأحمد الله أن هداني للإسلام" إلى هنا انتهى كلامه. وتأملوا في كلامه حين يقول شعرت بحاجة إلى السعادة والبحث عنها لأعود إلى السعودية، هذه البلاد المباركة التي يغبطنا كثير من الناس عليها لتمسكها بالشريعة الإسلامية. ولا شك أن السعادة التي تحدث عنها هذا المسلم الأمريكي هي التي يشعر بها كل مسلم صادق متمسك بدينه، ولذا لا نستغرب أن نسمع بين الحين والآخر بإسلام بعض الجاليات الذين يقيمون بين ظهرانينا, فهذا أمر أصبح معتادا، وكلما كانت هناك حركة دعوية تسير بشكل منتظم، شهدنا إسلام العديد ممن يقيمون بيننا بحثا عن السعادة الحقيقية، وقديما قال الشاعر:
ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد
فالسعادة الحقيقية تكون في الانتماء إلى هذا الدين العظيم والتمسك بأهدابه والبعد عن المعاصي.
وهناك مكتب آخر من مكاتب دعوة الجاليات تميز بخاصية أخرى وهو التخصص في دعوة المسلمين الصينيين, وهو مكتب الدعوة وتوعية الجاليات في النسيم في مدينة الرياض, وقد تسنى لي زيارة المكتب واطلعت على جهودهم في دعوة الجالية الصينية التي أسلم منها قرابة 900 صيني وله جهود كبيرة في هذا الجانب، وللمكاتب الدعوية الأخرى لتوعية الجاليات جهود في مختلف أنحاء المملكة, نسأل الله أن ينفع بها ويجزي القائمين عليها خيرا.