على طلاب العلم الابتعاد عن أماكن الازدحام بحجة الحضور لمجالس الذكر
حذر فضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء والمدرس في المسجد النبوي كل مسلم من حجز الأماكن في الحرمين الشريفين وفي المساجد الأخرى وقال: إن ذلك أمر لا يجيزه الشارع الحكيم، وأضاف إنني أوصي كل مسلم يخاف الله ويتقيه ويعلم أنه ملاقيه بأن يضع ذلك في اعتباره، ويستثنى من ذلك أن يحجز المكان إذا قام إلى الخلاء وخشي على ألا يجد مكانا، وأشار فضيلته إلى أنه أيضا لا يجوز مضارة طلاب العلم في مجالس العلم والتضييق عليهم وحضور الإنسان متأخراً وتقحمه في الصفوف وأذيته للمصلين مما لا يرضاه الله - سبحانه وتعالى - وينهى عنه فالأذية مما ينهى عنها المولى - عز وجل. ومضى يقول: كما أنني أوصي إخواني بتقوى الله - سبحانه وتعالى، وأن يعلم المسلم علم اليقين أن الله لا يطاع من حيث يعصى، وأن الله - سبحانه وتعالى - حرم على المسلم أن يحضر إلى المسجد إذا أكل الثوم والبصل حتى لا يؤذي إخوانه المسلمين، وأن الله - تعالى - لا يأذن للمسلم أن يستبيح عرض أخيه المسلم وأن يشوش عليه في عبادته وموقفه بين يدي ربه حتى لا يستطيع أن يركع ويسجد فمثل هذه الأمور ينبغي الكف عنها وينبغي البعد عنها.
وطالب فضيلته بالبعد عن أماكن الازدحام والتشويش والأذية ولو كان ذلك بحجة الحضور لمجالس الذكر أو على سبيل الحرص على العالم، فإن الحرص على العلماء له موازين وله ثوابت وله أصول شرعية لا ينبغي للمسلم أن يفرط فيها وألا يكون ذلك على حساب الناس وعلى حساب أذية إخوانه المسلمين فينبغي على المسلم أن يستشعر - وهو في طلب العلم - أنه في بيت الله تعالى، وأنه مع صفوة من عباد الله الذين هم صفوة هذه الأمة، فصفوة الأمة بعد أنبيائها العلماء، ثم بعد العلماء طلاب العلم فعليه أن يتقي الله - سبحانه وتعالى - خاصة إذا رأى من سبقه من إخوانه من طلاب العلم عليه أن يتقي الله، وحث على أن يسود بين طلاب العلم الحب والود وأن يحب طالب العلم لإخوانه ما يحبه لنفسه، وأن يكره لهم ما يكره لنفسه، فإنه لو كان في الصف الأول وبكر وابتكر وجاء من ساعات متقدمة من أجل أن ينال فضيلة الصف الأول ومن أجل أن يصلي في الصف الأول فيأتي غيره فيزاحمه إلى درجة لا يستطيع أن يخشع فيها في صلاته، ولا يستطيع أن يتمكن فيها من ركوعه ولا من سجوده، ولربما كان الذي في الصف الأول كبير السن، أو كان شيخاً ضعيفاً فيأتي فيزاحمه ويضايقه وكل هذا مما لا يرضي الله - سبحانه وتعالى.
وأكد فضيلته في الختام أن الواجب على المسلمين التناصح فيما بينهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى المسلم أن يتقي الله ما استطاع إلى ذلك سبيلا حتى يكون أرجى لقبول طاعته وثوابه من ربه، والله - تعالى - أعلم.