أسعار النفط تتعافى.. والمستثمرون يترقبون الاقتصاد الأمريكي
تعافى النفط من أدنى مستوى في سبعة أسابيع أمس مع تطلع المستثمرين إلى ارتياح بفعل تقارير السلع المعمرة ومخزون النفط في الولايات المتحدة بعد تنامي المخاوف من ركود حاد في ظل بيانات محبطة عن الإسكان. وارتفع الخام الأمريكي الخفيف للشحنات تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 27 سنتا إلى 71.90 دولار للبرميل خلال التعاملات بعد أن تم تداوله منخفضا عند 71.32 دولار مكررا خسائر أمس الأول عندما سجل أدنى مستوى أثناء التعاملات منذ السادس من تموز (يوليو).
وبلغ عقد أقرب استحقاق أمس عند التسوية 71.63 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوى منذ السابع من حزيران (يونيو). وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت للشحنات تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 38 سنتا إلى 72.76 دولار للبرميل. وقال ستيفان جرابر محلل السلع الأولية لدى كريدي سويس في سنغافورة ''تنتشر المخاوف من ركود حاد في كل مكان الآن ويضغط ذلك على المعنويات في السوق، ما قد يشعر السوق ببعض الارتياح سيكون تحسنا في أرقام استهلاك النفط في الولايات المتحدة كما يمكن أن تشكل طلبيات السلع المعمرة أرقاما مهمة وإذا جاءت البيانات إيجابية فسيبدد ذلك المخاوف ويشيع الارتياح في سوق النفط''. وعدل المشاركون في استطلاع أجرته رويترز تقديراتهم لمتوسط سعر النفط في هذا العام بالخفض للشهر الرابع على التوالي. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته ''رويترز'' وشمل 31 محللا وبنكا وهيئة حكومية أن من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي الخفيف 78.63 دولار للبرميل في عام 2010 بانخفاض قدره أكثر من دولار عن توقعات تموز (يوليو). وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي 83.84 دولار للبرميل في 2011 بانخفاض عن تقديرات تموز (يوليو) التي كانت عند 84.63 دولار.
وقال فرانشيسكو بلانش محلل السلع الأولية لدى بنك أوف أميركا ميريل لينش في نيويورك ''حتى إذا أوصلت الدورة النزولية للنفط دون 65 دولارا للبرميل مؤقتا فإن الاتجاه الصعودي في أحجام الاقتصادات الناشئة الرئيسية مقومة بالدولار سيدعم الأسعار العام المقبل''، وتراجعت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي نحو 13 في المائة منذ ملامستها أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 82.97 دولار في وقت سابق من آب (أغسطس) متأثرة بارتفاع حاد للمخزونات وتباطؤ في الطلب وبيانات اقتصادية ضعيفة. وقال دانيل هوانج كبير محللي السوق لدى جين كابيتال فوركس دوت كوم ''في حال حدوث انتعاش في الأجل القريب فمن المرجح جدا أن يكون ضعيفا واحتمالات أن تتحرك أسعار النفط في نطاق بين 65 و78 دولارا مرتفعة جدا فيما بقي من السنة''، وتأثرت شركات تكرير النفط بتراجع الطلب على البنزين ما أضر بهامش التكرير بين سعر الخام وسعر البنزين المرتفع.
وسجلت أسعار عقود الخام الأمريكي الخفيف نحو 72 دولارا أمس. وأظهرت التوقعات أن متوسط سعر الخام الأمريكي سيكون عند 77.22 دولار في الربع الثالث من 2010 بانخفاض طفيف عن 77.26 دولار في الاستطلاع السابق. وارتفعت أسعار الخام الأمريكي هذا العام إلى 87.15 دولار في نيسان (أبريل) ثم تراجعت إلى 64.24 دولار في أيار (مايو).
وارتفعت مخزونات الخام ومنتجات التكرير الأمريكية في آب (أغسطس) إلى أعلى مستوى منذ بدء الإحصاءات الأسبوعية في 1990، وقال محللون في استطلاع هذا الأسبوع إن المخزونات ارتفعت بسبب تراجع في تشغيل المصافي. وأبدى المشاركون في الاستطلاع تفاؤلا حذرا بشأن أسعار الخام في 2011 مع توقعات بارتفاعها بنهاية الربع الأخير من العام الحالي بفضل الطلب من الأسواق الناشئة.
وقال فرانك شالنبرجر مدير بحوث السلع الأولية لدى لاندسبنك في شتوتجارت الذي رفع توقعاته لسعر النفط في نهاية 2010 إلى 80 دولارا من 79 دولارا ''في الأجل المتوسط سيؤدي الطلب القوي على النفط من الأسواق الناشئة إلى سحب كبير من المخزونات''، وأضاف ''حالما يحدث ذلك قد نرى الأسعار تصل إلى 100 دولار مجددا''. وأظهرت حسابات رويترز من بيانات رسمية أن الطلب المقدر من الصين نما في تموز (يوليو) 3 في المائة فقط عن الفترة المقابلة قبل عام ـ بعدما نما بشكل متسارع في الأشهر الستة الأولى ـ وكان أقل بمقدار 5.3 في المائة على أساس شهري، حيث قلصت شركات النفط إنتاج المصافي ومشتريات الخام.
وقال أوليفيه جاكوب المحلل المستقل لدى بتروماتريكس ''العرض والطلب العالمي للنفط ما زال لا يشجع على تراجع المخزون العالمي في 2011 لذا لا يزال من الصعب توقع صعود أسعار النفط بقوة في مناخ سيستمر فيه بقاء طاقة إنتاجية فائضة في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)''.