رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


نظرة المستثمر الأجنبي .. وقصور النظرة في المسؤولية الاجتماعية

الأعمال التطوعية والتبرعات, التي عادة ما تشارك بها المنشآت الاقتصادية من شركات ومؤسسات حكومية كانت أو خاصة, جزء ضمني مفهوم من عقد الشراكة بينها وبين المجتمع. لذا فمن المسؤولية الاجتماعية أن تهتم تلك المنشآت بأحوال المجتمع والاقتصاد ككل في مشاركته الأفراح والأتراح. ولعل هذه الشراكة أو العقد في المسؤولية لا يمكن أن تكون في صياغة إلزامية في محتوى ذلك العقد, بل هو مفهوم أخلاقي تضطلع به تلك المؤسسات أو الشركات. وفي جانب المستثمر الأجنبي يكون المفهوم أصعب نحو صياغة إلزامية لذلك المستثمر لإلزامه بمسؤولية محدودة بنسب معينة مثل الضريبة أو الزكاة أو غيرهما. إلا أن هذه الصعوبة لا تخلي المسؤولية لتلك المؤسسة في عدم الوفاء ولو بجزء معقول من التفاعل مع المجتمع في مشاركة أقل ما يقال عنها مشاركة ولو أدبياً أمام الجماهير من الناس.
إن المشاركة والتبرع دون إلزام - مع الأسف - في مجتمعنا ثقافة متواضعة في فهمها على الرغم من أن ديننا الحنيف هو أول الآمرين بالتطوع والحاثين عليه في كل مناسبة, إلا أننا نرى غير المسلمين - الذين نرجو من الله ما لا يرجون في بذلنا وتطوعنا - هم أكثر تفاعلاً في هذا المضمار, وذلك للبذل في أعمال خيرية وإنسانية. ولن أتحدث هنا عن أولئك الذين وقفوا نسبا كبيرة من ثرواتهم لأعمال الخير من الغرب أمثال وارن بوفيت وبيل جيتس وغيرهما، فهذا سيطيل الموضوع بشكل يجعلني أستهلك ما حدد لي من مساحة دون الوصول إلى مرادي لكثرتها, لكنني سأقتصر على جزئية يسيرة من مجتمع الأعمال في باب التطوع على المستثمر الأجنبي محلياً . ففي مثال على هامشية العطاء والتفاعل ما يشهد به ما قدم الأسبوع الماضي حين أمر خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بإطلاق حملة التبرعات لمنكوبي الفيضانات في باكستان. مع الأسف المستثمر الأجنبي في السعودية لم نسمع له مشاركة فاعلة, وإن كانت فهي هامشية لا ترقى إلى مستوى مبالغ العقود التي ينفذها أو بالقدر الذي يتناسب مع ما هيئ له من محيط مميز. نعم أنا أول من ينادي بالاستثمار الأجنبي وتهيئة المحيط الجاذب له, لكنه أيضاً أدبياً ينبغي على تلك المؤسسات والكيانات الاقتصادية, التي جنت أرباحا كبيرة وحققت إيرادات غير مسبوقة في تاريخها, أن تتعامل مع هذا المجتمع بأبجديات التعاملات الإنسانية - حتى إن كانت ليست نصاً صريحاً ملزماً في عقودها كالضرائب وغيرها. إني آمل أن مثل هؤلاء المستثمرين يكتشفهم المجتمع والاقتصاد ليعيرهم حقهم في المستقبل مثلما ظنوا أن تحقيق هذه العوائد التاريخية في مسيرة أعمالهم هي من صنع أفكارهم بينما هي من واقع طبيعة ذلك الاقتصاد الذي يعملون فيه. إن هذه النظرة السلبية في المجتمع إلى المستثمر الأجنبي ستكون ذات أثر سلبي في مستقبل الزمن طال أو قصر ذلك الوقت, ما سينعكس بلا شك سلباً أيضاً على تلك الأعمال التي يطمع ذلك المستثمر في الظفر بها. وفي ختام هذه الأسطر أريد أن أضع للقارئ العزيز مقارنة بسيطة من باب التأريخ والإنصاف كمثال فقط على بروز الإسهامات والتطوع ومشاركة المجتمع والتفاعل معه بشكل إيجابي في المنطقة والمجتمع، ما حققته وصنعته شركة أرامكو في الظهران وغيرها مقارنة بشركة الزيت اليابانية في الخفجي إلى عهد قريب قبل أن ترحل, التي لم يكن لها أي أثر معنوي ألبتة في تلك المنطقة. وعلى هذا فقس.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي