التعيينات الملكية الأخيرة .. محاولة للفهم
بعد صدور الأمر الملكي بتعيين الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وزير الصحة رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث, والدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني مشرفاً عاماً على العيادات الملكية، تلقيت اتصالات من بعض الشخصيات الإعلامية وبعض الإخوة الزملاء كتاب الأعمدة الصحافية عن الخلفية العلمية والإدارية للدكتور بندر القناوي, التي قادته لنيل الثقة الملكية.
ولعلها هذه هي المرة الأولى التي أتحدث فيها عن أشخاص في مقال, لكن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو سيل الأسئلة التي تلقيتها من بعض الزملاء الإعلاميين وكذلك الإحساس بمسؤولية الكلمة التي أؤتمنا عليها, فالدكتور عبد الله الربيعة من الشخصيات الاجتماعية المشهورة على المستويين الاجتماعي والصحي قبل أن يتولى مهام وزير الصحة, ولعل رياديته في عمليات فصل التوأم نقلت شهرته من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي, كما أن الإنجازات التي حققها قبل تقلده مهام وزارة الصحة معلومة للجميع وكالشمس في رائعة النهار.
ما أستطيع أن أقوله إن الدكتور بندر من الشخصيات الوطنية والقيادية العاملة بعيدا عن الزخم الإعلامي. ولعل الدكتور بندر رهان على أن تحقيق الإنجاز أفضل طريقة في كسب الثقة الملكية. الإنجاز هو الواجهة الإعلامية له, فالمشاريع العملاقة التي يديرها في الشؤون الصحية في الحرس الوطني, والتي سيرى بعضها النور في القريب العاجل, إضافة إلى المشاريع التطويرية لرفع كفاءات مستوى الخدمة المقدمة للمرضى, تدل على قوة وأمانة في قيادة المسيرة الصحية للشؤون الصحية في الحرس الوطني. القريبون من الدكتور بندر يتفقون على القدرة التي يمتلكها للعمل ساعات طويلة جدا بعيدا عن الملل أو الضجر, كما أنه قدرة على إعطاء كل موضوع ما يستحقه من الاهتمام والتدخل في الوقت المناسب لحل كثير من القضايا دون انفعال أو استعجال, فالدكتور بندر يؤمن بقاعدة أنه لا يصح إلا الصحيح, فالوقت غالبا ما يكون كفيلابإثبات أنه لا يصح إلا الصحيح ''فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض''.
ولعل هذا التعيين يصب في خانة الدعم الملكي للقيادات العاملة بصمت والقادرة على إدارة مشاريع جبارة بذمة وإخلاص. وقبل كل هذا وبعده فإن هذا القرار الملكي يصب في خانة دعم القيادة كل مخلص في خدمة دينه ووطنه بذمة وضمير بعيدا عن الفلاشات الإعلامية.
لا شك أن الدولة تزخر بكفاءات وطنية قادرة على دفع عجلة التقدم, خصوصا القيادات العاملة بصمت وحكمة, فهذه البلاد ـــ ولله الحمد ـــ ما زالت تزخر بكفاءات قادرة على نقل خطط التنمية إلى واقع ملموس.
وفي سياق ذكر القيادات الوطنية فأرجو ألا يفوتني أن أترحم على أحد القادة الوطنيين الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي, الذي يعتبر من رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم بكل تفانٍ وإخلاص .. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.