ليلة وفاء

غاب الفنان عبد العزيز الحماد، يرحمه الله، قبل فترة، فبكته عيون كثير من محبيه. كان عنوانا من عناوين العطاء، وقد أعطى للإذاعة السعودية الكثير.
في مسيرة الإذاعة هناك أسماء كثيرة أعطت حتى آخر لحظة، بعضهم لا يزال عالقا في ذاكرة الجيل الذي كان ملتصقا بالإذاعة قبل تسيد الفضائيات، من هؤلاء المذيع القدير إبراهيم الذهبي بصوته الضخم والمميز. والمخرج الإذاعي الجميل والنقي سعيد شوشة الثبيتي. والإذاعي الشاب المتألق خالد البنيان. والمذيع والمعلق الإذاعي حافظ جمعة، يرحمهم الله جميعا.
هؤلاء من الناس الذين واكبوا مسيرة إذاعة الرياض، وترجلوا من الحياة تاركين الذكر الحسن والسيرة العطرة.يدفعني لتذكر هذه الأسماء نهج حسن أعلنت عنه إذاعة الرياض على لسان مديرها العام الأستاذ سعد الجريس، إذ إنها خصصت يوم الأربعاء المقبل ليكون ليلة وفاء يتم فيها تكريم الذين كانوا يعملون في إذاعة الرياض ورحلوا عن هذه الدنيا.
نهج التكريم والوفاء نهج حضاري جميل. ولو أن كل منشأة حاولت أن تستحضر أسماء من ساهموا في إثراء مسيرتها لأصبحت ظاهرة تعكس تواصلا يدخل المواساة على أسر الراحلين ويصوغ عنوانا راقيا يتسامى عن الجحود والنسيان لمن تفانوا في خدمة الوطن.