رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التبرع بالأعضاء.. التبرع بالثروات

في حين أن التبرع بالأعضاء لا يزال قضية شائكة في ثقافتنا، ناهيك عن التبرع بجزء كبير من الثروات التي جُمعت، ويذهب أصحابها دون أن يستفيدوا منها. هذه الأموال التي أوجب الله فيها الزكاة، التي لو دفعت كما حددتها الشريعة لما رأينا فقيرا ولا محتاجا في العالم الإسلامي.
لكن بريق هذه الثروات، قد زال من أعين مليارديرات أمريكا، وأيقنوا أن هذه الثروات يجب أن تستخدم للبناء والمساعدة لا للكنز والمباهاة. فقد أعلن مطلع هذا الشهر في الولايات المتحدة عن قيام 40 مليارديرا بالتعهد بمنح ثرواتهم, أو أجزاء لا تقل عن النصف منها, للأعمال الخيرية فيما عرف بـ The Giving Pledge، وانطلقت شرارة هذا الخير على أيدي المجموعة الأولى التي ضمت أنجح مستثمر في العالم Warren Buffett مع صاحب إمبراطورية "مايكروسوفت" وزوجته Bill and Melinda Gates.
هذا الالتزام جاء باختيار أصحابه، ولم يكن هناك أي إلزام لهم لتقديم هذا المال. جزء من المبالغ ستقدم للدعم الخيري في حياتهم والباقي من هذا الدعم سيقدم حال رحيلهم عن هذه الدنيا. في هذا المقال سنذكر أهم ما جاء في رسائل هؤلاء المليارديرية عند إعلانهم هذا العطاء، والدوافع التي حثتهم على ذلك.
مع العلم أني شبه متأكد ــ كما ذكرت في مقال الأسبوع الماضي ــ أن بيننا من يقدم مثل هذا العطاء وأكثر، إيمانا بقوله تعالى "وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" المزمل (20).
يقول Warren Buffett, وهو المؤسس المساعد لهذا العمل "للتو بدأنا هذا العمل، وحصلنا على استجابة رائعة"، هذا الرجل تبرع بما قيمته 99 في المائة من الأسهم والسندات التي يملكها لمصلحة الأعمال الخيرية. يقول لو استخدمت 1 في المائة من قيمة الأسهم التي أملكها، فلن تزيد في سعادتي أو صحتي.. في المقابل فإن الـ99 في المائة المتبقية قد تصنع التأثير في صحة الآخرين وسعادتهم. وعليه، فقد تبرع بجزء من ثروته في حياته، على أن يُتم ما يزيد على 99 في المائة من ثروته حال وفاته.
بينما يقول الثنائي Bill and Melinda Gates وهما اللذان أسسا مؤسستهما الخيرية الخاصة بعد أن ترجل بيل عن إدارة إمبراطورية مايكروسوفت التي أسسها. واهتمت هذه المؤسسة برعاية الأطفال وتعليمهم في الولايات المتحدة وفي الدول النامية في إفريقيا وآسيا وشرق أوروبا وغيرها من القارات. يقول الزوجان إنهما يشعران بأنهما محظوظان بأن أتيحت لهما الفرصة لإعادة الأموال التي استودعا عليها، فهما يؤمنان بحق الفقراء أيضا في المال الذي منحهما إياهما الله.
Laura and John Arnold لا يريان ما يملكانه من ثروات كنهاية للعالم، لكنهما يؤمنان بأنها أدوات ستمكنهما من إحداث التغيير الإيجابي. بينما يرى Michael R. Bloomberg أن حب الإنسان أبناءه يتمثل في منح المؤسسات التي ستوفر لهم ولأبنائهم الحياة الأفضل، ويرى أن هذا العطاء سيكون له الأثر في الآخرين للعطاء من أموالهم أو مجهوداتهم. يتبع

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي