نهاية «وول ستريت»

نهاية «وول ستريت»

ما أفضل الطرق لتفسير أحداث أيلول (سبتمبر) 2008، الذي يطلق عليه الآن سبتمبر الأسود؟ في هذا الشهر خرجت الأسواق المالية العالمية عن نطاق السيطرة، وانهارت البنوك، وتراكمت الديون غير المدفوعة وخسر كثير من الناس ثرواتهم وممتلكاتهم واستثماراتهم العقارية وخسرت الحكومات المليارات في خضم هذه الأزمة.

يرى بعض المعلقين الاقتصاديين أن اللحظة الفاصلة في هذه الأزمة كانت هي انهيار مؤسسة ليمان براذرز، الذي حدث في أيلول (سبتمبر) 2008، إلا أن أسباب هذا الانهيار تعود إلى سنوات سابقة مثل كل الأحداث المهمة في التاريخ.
منذ أكثر من 20 عاما احتفل العالم بسقوط حائط برلين وانتصار الرأسمالية والأسواق الحرة, وهلل قادة الأسواق المالية بطبيعة التنظيم الذاتي للأسواق وأنكروا الحاجة إلى أية تنظيمات قانونية، ليس فقط من منطلق أنها غير ضرورية ولكن لأنها أيضا تتسبب في اضطراب أداء الأسواق.
أقنع المصرفيون أنفسهم بأن أساليبهم في تحديد المخاطر والحماية ضدها تبشر بنموذج جديد للتمويل؛ ألا وهو: الاتجاه إلى أخذ مزيد من القروض. وفيه يتاح لأي شخص أيا كان تصنيفه الائتماني أن يشتري منزلا أو عقارا عن طريق الرهن العقاري.
ساد الاعتقاد على نطاق واسع بأن الأسواق الحرة تصحح مسارها بنفسها، مما أدى إلى رفع القيود المصرفية تدريجيا. ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية عهدا جديدا يتولى فيه رجال الاقتصاد ورجال الأعمال وليس رجال السياسة تحديد أسعار العملات الأجنبية ومعدلات العائد من الاستثمار.
في هذا المناخ الاقتصادي، تولت البنوك الاستثمارية وعملاؤها اتخاذ القرار فيما يتعلق بدمج الشركات وإقامتها أو حلها. وابتكر الخبراء الماليون أدوات جديدة معقدة لزيادة العائد أو تقليل المخاطر أو كليهما. وشارك البنك المركزي الأمريكي في هذه الثقة العمياء بقدرة الأسواق على رعاية الرفاهية الاقتصادية للدولة؛ حيث آمن بأن الطفرات والانهيارات لم تعد جزءا من المعادلة المالية.
ثم انهارت مؤسسة ليمان براذرز فانفتحت أبواب الرعب والهول ملقية بكل نتائج التجاوزات المالية السابقة، التي كانت مستترة عن الأعين. وفي عام 2008 وفي محاولتها لإنقاذ الاقتصاد، كان ما قامت به الولايات المتحدة في جوهره هو تأميم الاقتصاد «على نطاق قد يجعل لينين يبتسم مُرَحّبا» ـ على حد قول مؤلف الكتاب.
قبل عام 1960 كان هناك كثير من التنظيمات للقروض العقارية التي تضمن حقوق كل من البنوك والمقترضين. إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت موجات من الازدهار والانهيار في الاقتراض بالرهن العقاري، وذلك لأن الإقراض للمقترضين غير المؤهلين غالبا ما يؤدي إلى نتيجة واحدة هي: التخلف عن أداء أقساط الديون.
بحلول عام 2006 خففت البنوك كثيرا من القيود والتنظيمات المفروضة على الإقراض بالرهن العقاري وبدأت سلسلة من المعاملات المالية غير الآمنة مع التوسع الجامح في إعطاء القروض العقارية. حتى بدأ السد ينهار ليجتاح طوفان الإفلاسات والانهيارات المؤسسات المالية الأمريكية.

TITLE: THE END OF WALL STREET
AUTHOR: ROGER LOWENSTEIN
PUBLISHER: PENGUIN PRESS HC
ISBN-10: 1594202397
APRIL 2010
368 PAGES

الأكثر قراءة