صعود البورصات ينعش اليورو.. وضعف الدولار يرفع أسعار النفط
انتعش اليورو بعدما كان قريبا من أدنى مستوى له في شهر أمام الدولار أمس مدعوما بصعود أسواق الأسهم لكن الانتعاش كان محدودا بسبب مبيعات حسابات سيادية ومخاوف بشأن الاقتصادات الواقعة على أطراف منطقة اليورو. واتجهت العملة الأوروبية الموحدة إلى التراجع في أوائل التعاملات لسادس جلسة على التوالي قبل انتعاش طفيف في التعاملات الأوروبية.
وخلال التعاملات ارتفع اليورو 0.5 في المائة إلى 1.2825 دولار بعدما هبط إلى 1.2734 دولار على منصة أي بي إس للتداول الإلكتروني وهو أدنى مستوى له منذ 21 تموز (يوليو). وارتفعت الأسهم الأوروبية نحو 0.4 في المائة. وانتعش اليورو من خسائره الأولية أمام الين مسجلا 110.20 ين بارتفاع قدره 0.2 في المائة عن الجلسة السابقة.
وكانت بيانات تظهر تباطؤ نمو الاقتصاد الياباني بشكل ملحوظ في الربع الثاني قد دفعت الأسهم اليابانية للتراجع مما جعل اليورو يهبط أمام الين إلى أدنى مستوى في شهر عند 109.25 ين على منصة أي بي إس للتداول الإلكتروني. وتراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أدنى مستوى في 16 شهرا أمس مما كان أحد العوامل التي أثرت في الدولار الذي تراجع نحو 0.3 في المائة إلى 85.90 ين.
في حين، أظهرت بيانات أمس أن ارتفاع أسعار وقود النقل عزز التضخم السنوي بمنطقة اليورو في تموز (يوليو) كما كان متوقعا حيث أبطل أثر تراجع أسعار الملابس. وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي ''يوروستات'' إن أسعار المستهلكين في الـ16 دولة التي تستخدم اليورو تراجعت 0.3 في المائة على أساس شهري في تموز (يوليو) بينما زادت 1.7 في المائة على أساس سنوي.
والرقم السنوي هو نفسه الذي قدره يوروستات في قراءة سابقة كما ينسجم مع توقعات السوق وإن توقع الاقتصاديون تراجعا شهريا أعمق عند 0.4 في المائة. ويريد البنك المركزي الأوروبي إبقاء التضخم دون 2 في المائة في المدى المتوسط. وأظهرت البيانات استقرار أسعار الطاقة دون تغيير على أساس شهري لكنها ارتفعت 8.1 في المائة على أساس سنوي في حين انخفضت أسعار الملابس 9.7 في المائة عنها في حزيران (يونيو) ولم تزد سوى 0.7 في المائة على أساس سنوي.
وبدون أسعار الطاقة والأطعمة الطازجة شديدة التقلب ـ وهو ما يسميه البنك المركزي الأوروبي بالتضخم الأساسي ـ يكون معدل التراجع الشهري للأسعار 0.5 في المائة بينما تبلغ نسبة الزيادة السنوية 1 في المائة وهو ما توقعه الاقتصاديون في استطلاع أجرته رويترز. وفي ألمانيا أكبر اقتصادات منطقة اليورو حيث نما الاقتصاد بأسرع إيقاع له منذ إعادة توحيد البلاد في الربع الثاني من العام لم يزد معدل التضخم في تموز (يوليو) على 0.3 في المائة شهريا و1.2 في المائة سنويا. وفي فرنسا ثاني أكبر اقتصاد تراجعت الأسعار 0.3 في المائة على أساس شهري في تموز (يوليو) وارتفعت 1.9 في المائة على أساس سنوي.
من جهة أخرى، ارتفع النفط صوب 76 دولارا للبرميل أمس، مدعوما بضعف الدولار لكن المخاوف بشأن هشاشة الانتعاش الاقتصادي في بعض الدول الكبرى المستهلكة للخام قلصت المكاسب. ونما اقتصاد اليابان 0.1 في المائة فقط في الربع الثاني من العام. وجاء ذلك بعد سلسلة من المؤشرات الضعيفة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي والتي دفعت أسعار النفط للهبوط أكثر من 6 في المائة في أكبر تراجع أسبوعي منذ أوائل تموز (يوليو). وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك معلقا على مكاسب النفط البسيطة ''من الطبيعي أن نرى تعافيا بعد مثل هذا التراجع الحاد في وقت سابق.''من المنتظر أن تكون المكاسب محدودة حيث تسود عوامل أساسية سلبية من بينها تباطؤ شديد في النمو في اليابان التي مازالت ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.'' وارتفع الخام الأمريكي الخفيف أثناء تداولات أمس 29 سنتا إلى 75.68 دولار للبرميل. ولامست الأسعار 75.01 دولار للبرميل يوم الجمعة في أدنى مستوى لعقد أقرب استحقاق منذ 13 تموز (يوليو). وزاد مزيج برنت 27 سنتا إلى 75.38 دولار للبرميل.