خطاب العنصرية

تبدو العنصرية، العتبة التي يحلو للعالم أجمع أن ينأى بنفسه عنها نظريا، لكنها تتغلغل في جنباته بشكل فاضح. وللعنصرية جمهور متعطش، فأحزاب اليمين تكسب مزيدا من المؤيدين في أوروبا. ومن الواضح أن خطاب العنصرية أخذ دفعة جديدة في أوروبا، إثر الأزمة الاقتصادية، فالمظاهرات التي جابت عددا من الدول الأوروبية، كانت تردد: علينا أن نهتم بأمورنا، لا شأن لنا بالأوروبيين الآخرين، نحن أولى بأموالنا.
التشابه الذي تقوم عليه الفكرة العنصرية أنها تتقوى بالمظلة الوطنية، لكنها توظف هذا المفهوم من أجل تبرير مرض العنصرية الذي يتجاوز حدود الانتماء والهوية الضرورية، إلى الاستعداء والاستقواء الذي يفضي إلى التطرف في خطاب العنصرية، وأحيانا يؤدي مثل هذا الخطاب إلى عنف يهدد أمن المجتمع.
من المؤكد أن الحراك الاقتصادي العالمي وتنقل المهاجرين من دولهم الطاردة إلى ما يمكن تسميته بالدول الحاضنة، ومنها دول الخليج، يجعلان من الضروري على المثقف أن يتعالى قليلا على التورط في هكذا ممارسة عنصرية. هذا الأمر يخفق فيه مثقفون في مختلف أرجاء العالم. ومشكلة العنصرية أنها مفهوم فضفاض وعقيم، فهي تبدأ بالبعيدين، ثم تتطور لتشمل أقاليم ومدنا وقرى مجاورة. ومن المؤسف أن مسلسلات محلية وخليجية تنفخ في هذا الخطاب من خلال الإلحاح على تكريس صور سلبية عن بعض الشعوب، كما هو حال جزء من الدراما الكويتية مع العراقيين. وحال جزء من الدراما الإماراتية مع الهنود...إلخ.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي