ظهور قراء جدد في رمضان

يحظى بعض القراء بشعبية كبيرة بين الناس, خصوصا فئة الشباب، ففي أيام شهر رمضان لا تكاد تجد لك موطئ قدم هنا في الرياض في أشهر مساجد الرياض، ويكاد يكون جامع الدخيل للشيخ ياسر الدوسري حاليا أكثر المساجد اكتظاظا بالمصلين، وهناك جامع الراجحي في شبرا الذي يؤمه الشيخ ماجد الزامل، وجامع الملك خالد الذي يؤمه الشيخ خالد الجليل، وجامع المحيسن الذي يؤمه الكلباني، وغيرها من المساجد التي بها حشود من المصلين في شهر رمضان، ويعد مسجد الدوسري من أكثر المساجد تنظيما لحركة السيارات لوجود رجال أمن مخصصين لتكون السيارات في المواقف المخصصة لها، حتى تكون لديها القدرة على انسيابية المرور دون توقف وفوضى.
وبنظرة على حشود المصلين التي ترتاد هذه المساجد نجد أنها تنقسم إلى عدة فئات عمرية حسب معلومات معروفة طيلة السنوات الأخيرة، وتبرز فئة الشباب كأكثر الفئات التي تتجه للمساجد التي يؤمها القطامي والدوسري والزامل والجليل، بينما الذين أعمارهم فوق الـ 30 هم الأغلبية في الصلاة تعودوا الصلاة مع الشيخ الكلباني من سنوات طويلة، ويرتاحون لصلاته التي تميل إلى الإطالة في الصلاة والقراءة المتأنية، هذا في مدينة الرياض التي ربما الجيل الجديد يجهل أسماء قراء سابقين كالشيخ عبد الله المطرود وناصر العبيد وصالح الهبدان وخالد البكر وإبراهيم السعدان وعبد العزيز الأحمد وغيرهم من أصحاب الميزة في سنوات مضت في مدينة الرياض، أما في جدة فهناك توفيق الصائع وأبو بكر الشاطري وعماد المنصري وهاني الرفاعي وغيرهم، وفي الدمام يبرز الشيخ سعد الغامدي والقارئ القديم خالد القحطاني ولا أعرف أسماء قراء آخرين، وفي مكة حجب أئمة الحرم كل صوت، مع وجود بعض القراء أمثال الشيخ محمد المحيسني من القدامى إمام المسجد القطري في رمضان، ومن القراء المميزين خليل مرضاح ولا تحضرني أسماء أخرى، وأتمنى من يعرف أسماء قراء جدد ممن يقرأون المقال أن يضيفوهم، نسأل الله أن ينفع بالجميع. والحقيقة إن النشاط الكبير للناس في هذا الشهر العظيم وإقبال الناس على الله يؤكد المكانة العظيمة لشهر القرآن، شهر الخيرات، شهر الانتصارات، فروحانيته مختلفة ومثابرة الناس في التنافس على الطاعات والعمل على كل ما يقربهم من الله هما مضرب المثل، ورمضان فرصة كبيرة للتوبة، خصوصا أن مردة الشياطين مصفدة وليس هناك عدو إلا شياطين الأنس الذين نسأل الله أن يتكفل بهم، ولعل الملاحظ على بعض الناس في هذا الشهر هو نشاطهم في بدايته ثم التراجع في آخر الشهر، حتى تلك المساجد المكتظة يبدأ بعض المصلين في التكاسل عن الذهاب إليها لدواع مختلفة، فالمؤمل منهم أن يكون نشاطهم وعملهم دؤوبا في كل أيام الشهر.
كما أن من البشائر الطيبة والخيرات العظيمة - وهو ما يلفت النظر في هذه المساجد وغيرها من مساجد هذه البلاد المباركة - استغلال أئمة المساجد تواجد الكثافة الكبيرة للمصلين في رمضان بتنظيم محاضرات وكلمات متنوعة ونافعة لكبار العلماء والدعاة لاسيما، والإقبال الكبير على العبادة في رمضان جذب بعض المشهورين في بعض المجالات إلى الصلاة مع القراء بالمساجد من أصحاب الأصوات الجميلة، وهذا يدل على عظمة هذا الشهر الذي جعل الجميع يتفرغ لعبادته فيه، وهذا يسهم في زيادة الإيمان ويقربهم من الله، ويرتفعون بأنفسهم إلى المكانة التي يرجونها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي