في رمضان.. سباق للصلاة خلف الأئمة ذوي الأصوات الحسنة
تبرز ظاهرة رمضانية مع قدوم شهر رمضان المبارك، وهي التسابق على الذهاب إلى المساجد التي بها قراء يتمتعون بصوت حسن، وذهب بعض العلماء إلى مشروعية ذلك، ومنهم الشيخ العثيمين - رحمه الله - شريطة ألا تترك مساجد الحي خالية من المصلين، وانتشرت هذه الظاهرة طيلة عقدين ونصف، مما جعل هناك فراغا كبيرا في بعض المساجد من ناحية قلة المصلين، وهناك اكتظاظ كبير في مساجد أخرى يذهب إليها بعض المصلين، ولعل أكثر المساجد حضورا في الصلاة في المملكة هما الحرمان الشريفان لأن الناس يقصدونهما من كل مكان، أما في بقية مناطق المملكة فلا يمكن الحكم على ذلك، ويمكن أن يكون الحكم على بعض المساجد التي توجد في مدينة الرياض، حيث يوجد بها عديد من المساجد التي يأتي إليها المصلون من جميع أنحاء مدينة الرياض.
أبرز هذه المساجد
#4#
#2#
من أبرز هذه المساجد مسجد الملك خالد الذي يؤم المصلين فيه خالد الجليل، وهو أحد الأئمة الشباب الذين يملكون صوتا جميلا، وتولى الإمامة بدل الإمام السابق عادل الكلباني الذي يتولى إمامة مسجد المحيسن أحد المساجد الكبيرة الحديثة التصميم في الرياض، وهناك جامع الناصر ويؤمه الشيخ محمد اللحيدان وهو صاحب صوت مميز، وهناك مسجد الراجحي في شبرا وإمامه الشيخ ماجد الزامل، قد تولى إمامة المسجد العام الماضي، وهناك أئمة آخرون سيتم الحديث عنهم في تقرير مفصل في هذه الصفحة، ولعل في حضور الصلاة مع هؤلاء الأئمة وغيرهم ما يسهم في أداء الصلوات بخشوع، ولكن الملاحظة على بعض المتنقلين للمساجد أنهم يحرصون على أداء النافلة أكثر من أدائهم الفريضة، حيث إن بعضهم ينطلق من بيته متأخرا لمسجد بعيد عن حيه وعند وصوله إلى ذلك المسجد وبسبب الزحام تكون قد فاتته صلاة العشاء، وهذا ما نتمنى أن يتداركه الذاهبون إلى المساجد الأخرى غير القريبة من منازلهم، خاصة أنهم يرغبون في الاستفادة من الصلاة، وأن يكون لها أثر على ارتفاع إيمانهم وخشوعهم فيها، وينبغي على هؤلاء الإخوة الابتعاد عن إيقاف سياراتهم بشكل مزدوج يغلق الطريق على الآخرين، وكذلك إيقافها أمام منازل جيران المساجد فيضايقونهم، وأن يحاولوا أن يوقفوها في أماكن بعيدة لا تضايقهم حتى لا يرتكبوا أخطاء قد يأثمون عليها، أو يكون لها تأثير في الآخرين من جيران المسجد، ويفترض أن يكون لدى بعض المساجد الكبيرة تنظيم لحركة السير حتى لا يكون لذلك أثر سيئ في حركة السير عند المسجد، والحقيقة أن تجربة الذهاب للقراء أصحاب الصوت الحسن كان لها أثر في انتظام بعض الشباب في الصلاة في رمضان وفي تغير سلوكهم للأفضل.
من جهته، حث سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المسلمين على الحرص على تقوى الله في هذا الشهر العظيم والبعد عن كل ما يجرح الصوم ونقص ثوابه والحفاظ على الأعمال الصالحة من صيام وقيام ليل مع جماعة المسلمين لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة'' وشدد سماحته على أهمية الحفاظ على صلاة التراويح مع الجماعة، وقال ينبغي للمسلم أن يعتني بهذا ونصح المصلين بعدم الانشغال بالتنقل بين المساجد وتتبع الأصوات بل يصلون مع من يكون قريبا إلى قلبه وأدعى لتدبره لكتاب ربه وخشوعه معه ويتم معه الصلاة في شهره حتى يختم كتاب ربه فينال الأجر العظيم ويحوز الفضل الكبير.
ويؤكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء أهمية تحسين الإمام لصوته بتلاوة القرآن الكريم ويعتني بالقراءة على الوجه المطلوب محتسبا الأجر عند الله لا من أجل الرياء والسمعة وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب لينتفع بقراءته وينتفع به من يسمعه، الذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه، ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة، ولا سيما النساء فإن تجوالها وذهابها بعيدا عن بيوتهن مخاطرة شديدة، لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها، وإن أرادت الخروج للمسجد، فإنها تخرج لأقرب مسجد تقليلا للخطر، ويضيف أن هذه الظاهرة المتمثلة في التنقل بين المساجد غير مرغوب فيها لأن فيها تعطيلا للمساجد الأخرى وهي مدعاة للرياء وفيها تكلفات غير مشروعة ومبالغات.
#3#
من جهته، قال الشيخ الدكتور فالح الصغير عميد كلية أصول الدين سابقا إن هناك اهتماما يسر المؤمن بصلاة التراويح والتجاوب والتفاعل الكبير، وأرجو الله أن يثاب فاعليه غير أنه يطغى على بعض الناس طلب إمام معين، وقد يكون بعيدا عن منزله فيفوت الفريضة مع الجماعة أو بعضها، وهذا بلا شك طلب أجرا وأخفق فيما هو أهم منه ومثل هذا ينبغي أن يصلي في مسجده القريب أو يبكر للصلاة فلا تفوته الفريضة.
ويشير الشيخ خالد التركي إمام مسجد عمر بن الخطاب سابقا في الرياض إلى أن كلمة المفتي العام سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ للمسلمين بشكل عام وأبناء هذه البلاد خصوصاً فيها كثير من التوجيه والنصح وجزاه الله خيرا، وفيما يخص التنقل بين المساجد فهي ظاهرة تتكرر مع بداية شهر رمضان المبارك لا لشيء إنما بعضهم للتقليد لأن فلانا يصلي عند الإمام الفلاني حتى إن بعضهم ربما فاتته الصلاة صلاة الجماعة أو شيء من صلاة التراويح بسبب الذهاب إلى مسجد يبعد عن حيه عشرات الكيلو مترات حبا في سماع صوت الإمام الفلاني وأحيانا يحصل مقارنات بين إمام وآخر بين الشباب ولو أنه صلى في مسجد حيه لكان أولى لأن بعض المساجد تصبح خاوية في رمضان في صلاة التراويح نسأل الله للجميع التوفيق.
وللإلمام بهذه القضية رأينا أيضا أخذ جانب آخر من القضية وهم المصلون، حيث يقول عبد الرحمن محمد عائش وهو موظف في الشؤون الصحية في مكة المكرمة ومتزوج حديثا ويعيش فرحة العرس إن التنقل بين المساجد يحدث من بعض الناس ورغبتهم من ذلك الخشوع في الصلاة مع الإمام الذي تعودوا عليه، وأنا أرى أن ذلك جيد للشاب لأن رمضان فرصة للعودة والإنابة إلى الله، ولذلك أتمنى أن يكون ذلك في أضيق الحدود وإن كان أهل مكة وضعهم مختلف فأكثرهم يذهبون للمسجد الحرام وأتمنى للجميع التوفيق.
أما الشاب سلطان الضبيعي فيقول: بالنسبة لي أحرص على الصلاة في المسجد القريب من منزلنا وأرتاح هناك، ووجهة نظري أن التنقل بين المساجد قد يجعل المصلي تفوته بعض الصلاة إذا تأخر عن الذهاب للمسجد، لأن بعض المصلين يذهبون لمساجد بعيدة، لذا أتمنى أن يحرص المصلون على هذا الشهر ومضاعفة الأعمال الصالحة فيه، لأن هذا هو المطلوب.
ويرى الموظف خالد الحسين أن التنقل بين المساجد يعود لرغبة المصلي، وإذا وجد أن في ذلك تنافيا مع الشرع فعليه أن يترك ذلك، وحقيقة أن توجيه سماحة المفتي العام ـ وفقه الله ـ جاء في وقته، ونتمنى أن نستفيد منه جميعا، كما أن علينا مسؤولية إحياء المساجد القريبة منا لأن عدم الصلاة فيها سيقلل المصلين، وهذه نقطة يجب أن نهتم بها .