القانون الخمسون

القانون الخمسون

يقوم هذا الكتاب على فكرة أن البشر لا يستطيعون عموما التحكم في الظروف. حيث يدخل الناس حياتنا ويفعلون أشياء بشكل مباشر أو غير مباشر تؤثر فينا، وقد نمضي أيامنا في التفاعل مع نتيجة هذه الأفعال.

تعترض الأحداث الطيبة مسار حياتنا مثلها مثل الأحداث السيئة. ونكافح كأفضل ما يكون الكفاح من أجل اكتساب بعض السيطرة لأن العجز في مواجهة الأحداث يصيبنا بالتعاسة. أحيانا ننجح، إلا أن هامش السيطرة التي لدينا تجاه الناس والأحداث ضيق لدرجة محبطة.
يشير الكتاب عموما إلى أن هناك شيئا واحدا يمكننا أن نسيطر عليه ونتحكم فيه، ألا وهو العقلية التي نستجيب بها للأحداث الجارية من حولنا. فإذا ما نجحنا في التغلب على القلق وقمنا باتخاذ موقف شجاع تجاه الحياة وتجاه ما يواجهنا من أحداث، فسنجد أن ما لدينا من هامش للسيطرة على الظروف يزداد.
يشترك الناس الذين يمارسون القانون الخمسين في حياتهم في مجموعة من الصفات منها على سبيل المثال: الجرأة الشديدة والسلوكيات غير التقليدية والمرونة وهو ما يعطيهم قدرة فريدة على تغيير الظروف لمصلحتهم.
يشير الكتاب إلى أهمية رؤية الأشياء على حقيقتها ويطلق على هذا «الواقعية المكثفة»: أحيانا تأتي كلمة الواقعية مصحوبة بدلالات سلبية. اعتاد الناس على أن الواقعيين غالبا ما يكونون عمليين أكثر من اللازم ويفتقرون إلى الإحساس بالأشياء الدقيقة الغالية في الحياة وقد يكونون ساخرين مستغلين. وهم يقفون على طرف النقيض من الحالمين واسعي الخيال الذين يلهمون الآخرين بمثلهم العليا.
يشير الكتاب إلى أن هذا المفهوم مغلوط ينظر إلى العالم من خلال عدسة الخوف، ويدعو إلى رؤية الحالمين في ضوء الحقيقة فهم أناس أساءوا تقدير الحالة الفعلية للأمور وتصرفوا بناء على مشاعرهم وهم غالبا مصدر أكبر الأخطاء في التاريخ. ومن ناحية أخرى لا بد أن نعترف بأن هؤلاء الحالمين منهم ولا شك المخترعون والمبتكرون.
إلا أن الجمال الحقيقي في الحياة يأتي من العلاقة المكثفة مع الواقع في جميع جوانبه. فالواقعية هي المثال الذي علينا أن نتطلع إليه وهي أعلى نقطة في عقلانية الإنسان. يدعو الكتاب القراء إلى الحرص على تحقيق التقدم المستمر في اتجاه الاستقلال والاعتماد على الذات ويقدم مجموعة من الخطوات للتحرك في هذا الاتجاه؛ ألا وهي:
* استرد الوقت الضائع: تذكر أن رؤساءك في الغالب يفضلون أن تظل في موقف التابع، فمن مصلحتهم ألا تعتمد على ذاتك لذلك فهم يميلون إلى إخفاء المعلومات. لذلك احرص على اكتساب مزيد من المعلومات في شتى مناحي الحياة العامة والعملية.
* إقامة الإمبراطوريات الصغيرة: لاحظ أن المنصب أو العمل الذي يوفر مساحة أكبر لاتخاذ القرارات - حتى لو كان العائد المادي منه أقل - أفضل من ذلك الذي يقلص من تحركاتك في مقابل مزيد من المال.
* الانتقال إلى المستوى الأعلى: تذكر أن الناس عندما يعطونك أشياء أو يقدمون لك خدمات فإنهم في الغالب يريدون منك شيئا في المقابل: مساعدة ما، مزيدا من الولاء وهكذا. إذا كنت تريد التحرر من هذه الالتزامات فعلك أن تعتاد على الحصول على ما تريد بنفسك بدلا من انتظار الآخرين ليعطونك إياه.

الأكثر قراءة