من لازم حب نبي الرحمة أن تحب من أحب وتكره من كره
''منبر المسجد'' زاوية نعرض من خلالها الأسئلة المرتبطة بالمسجد التي يطرحها قراء صفحة ''المسجد'' من خلال الإيميل [email protected]، أو الاتصال الهاتفي المباشر. وفيما يلي سؤال هذا الأسبوع.
سائل يريد أن يستفسر عن لفظة ''وآل محمد'' في التشهد، لماذا نصلي عليهم ونسلم بالخصوص؟ وسبب التساؤل هو أن منهم الصالح ومنهم غير ذلك، ولو كان الدعاء للصالحين منهم على الخصوص، لما كان هناك معنى للنسبة، فإن ذلك مشعر بأن السبب هو كونهم من آل البيت. وقد يقال إن الآل هنا مقصود بها كل مسلم، غير أن روايات الحديث الأخرىتقول بغير ذلك، وكون الآل هم ذرية النبي - صلى الله عليه وسلم- وآل بيته, وهو ما مال إليه ابن القيم على ما أذكر. وحيث إن الحب في الله إنما يرتبط بعمل الشخص وقربه من الله، فقد أشكل عليّ الدعاء لهم لمجرد النسب .. فما سبب تخصيصهم بالدعاء؟
نقلنا استفسار القارئ الكريم للدكتور محمد بن سليمان المنيعي عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الذي أجاب بقوله:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
في سؤالك جواب، وبالجملة أقول لك إن من إكرامك للرجل إكرامك لأهل بيته، فإن ادعيت محبة رجل وعاديت أهله كنت بذلك متناقضاً، فكيف إذاً بحبك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي ورد الشرع بأن المؤمن لا يؤمن حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين، ومن لازم هذا الحب أن تحب من أحب وتكره من كره، ولذلك صح من وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته قوله فيما رواه مسلم (2408) وغيره من حديث زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :''أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي''، وأهل بيته من حرمت الصدقة عليهم وهم: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، وعليه فإن الدعاء لهم هو إكرام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومزيد تشريف وتكريم لقربهم وصلتهم بالنسب الشريف, وصح من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه - فيما رواه الشيخان البخاري (3353)، ومسلم (2378) قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ''خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا'', ويمكنك لمزيد الاستزادة مراجعة كتاب ''جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام'' لابن القيم و''القول البديع في الصلاة والسلام على الحبيب الشفيع'' للسخاوي ـ والله أعلم.