رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


تلميذة في محو الأمية

كانت أغنية الفنان سعد التمامي تتردد في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في بلادنا قديما، كان يغني لمحو الأمية أغنية ما زلت أتذكر بعض كلماتها. كان مطلعها يقول: (شفت الخالة وأعجبتني في مشيتها... تلميذة في محو الأمية). السعودية تتأهب حاليا لإعلان خلوها التام من الأمية. هذا أمر تجاوزنا من خلاله دولا شارك بعض أبنائها في محو أميتنا في أعوام مضت. غير أن تبعات هذا الأمر انعكست بشكل أو بآخر على ذوات شاركت في معركة القضاء على الأمية، لكن هذه الذوات وجدت نفسها بعد أن شاركت في هذه المهمة، مطلوبا منها أن تتنحى لأنه لم يعد لها عمل. هكذا بدت صورة معلمات محو الأمية السعوديات اللواتي قررت وزارة التربية والتعليم عدم تجديد عقودهن. عندما تعمل مواطنة بعقد ضمن صفوف محو الأمية لمدة 20 عاما، ثم تفاجأ بقرار عدم تجديد عقدها، لا بد أن تجد من ينصت لشكواها ومن يتلمس مدى تضررها من قرار كهذا القرار. الأمر لا يمثل حالة يتيمة، بل إنها حالات كثيرة تجعل مراجعة مثل هذا القرار مسألة إنسانية مهمة. لن تعدم الوزارة منافذ يمكن من خلالها أن تستوعب النساء اللواتي لم يعد لهن مكان في محو الأمية. إن شعورنا بالسعادة، لأننا نخطو حثيثا تجاه مجتمع بلا أمية، كان سيكون أكثر ثراء فيما لو لم تصلنا نداءات أولئك المعلمات عبر وسائل الإعلام ... شيء مؤلم للغاية أن تفاجئ معلمة بقرار إقصائها عن عملها. أيا كانت المبررات. أيا كانت الأسباب. بالإمكان إجراء مناقلات، تحويل خدماتهن إلى قطاعات وإدارات أخرى، أما إقصاؤهن بهذه الطريقة، فإننا لم نتعود عليه من قطاعنا الحكومي، وكنا ولا نزال نعتب على القطاع الخاص عندما يلجأ إليه. وغالبا ما ينتصر مكتب العمل للموظف في قضيته ضد مؤسسته. وأجزم أن إعلان معلمات محو الأمية نيتهن اللجوء إلى القضاء أمر مشروع وسوف يعيد القضاء لهن حقهن، لكننا نتمنى لو سعت الوزارة إلى توفيق أوضاع هؤلاء العاملات دون إهدار الوقت في القضاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي