رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


رسالة تقود بنك HSBC لإبراز المسؤولية الاجتماعية للشركة والمحافظة على البيئة

المحافظة على البيئة أصبحت في هذا الزمن من أهم الضروريات، التي نتجت عن إهمال وعدم مبالاة البشر منذ قيام الثورة الصناعية في العالم، وهو ما أدى إلى تغيرات خطيرة في المناخ، يرى المراقبون أنها كانت من أهم الأسباب التي قادت إلى هذه التغيرات، وأن التمادي في هذه السلوكيات السلبية سيؤدي إلى أضرار خطيرة مستقبلا. وقد شهد العقدان الماضيان تصاعدا كبيرا في المطالبة بالمحافظة على البيئة، وإحسان استخدام الموارد الطبيعية للمحافظة على الكوكب للأجيال المقبلة.
تعد HSBC Holding plc واحدة من أكبر الشركات التي تقدم الخدمات البنكية والمالية حول العالم. تؤمن الشركة بالالتزام بمفهوم المسؤولية الاجتماعية، وأنها ليست أداة لتقديم التبرعات. فالشركة تحافظ على مسؤولياتها تجاه العملاء، والمساهمين، والعاملين، إضافة إلى بقية الفئات المستفيدة من المجتمع. في لندن، عام 2001 ارتأت الشركة أن تنقل ما يزيد على 8500 من موظفيها من فروع مختلفة إلى مقر واحد في الحي المالي بلندن Canary Wharf. هذا الأمر سيجعل الشركة أمام قرار يتمثل في التصرف بأثاث مستخدم يزيد على ثلاثة آلاف طن، وأمام الشركة خياران، أن تتخلص من هذا الأثاث بإلقائه في النفايات، أو أن تستفيد منه من خلال إعادة الاستخدام بواسطة الأطراف المحتاجة. يقول Peter Bull المدير التنفيذي، للأعمال المجتمعية، قيمنا وموظفونا لن يقبلوا بقرار التخلص من الأثاث، حيث سيتسبب في أضرار كثيرة للبيئة.
عندما بدأت الإجراءات التنفيذية للانتقال، واجه البنك ضرورة التخلص من سبعة آلاف مكتب ومحتوياتها، وحيث إن الشركة ارتأت أن تتبرع بالأثاث المستخدم للجهات الخيرية، والمؤسسات الصغيرة، فإن مقدار ما مُنح من هذا الأثاث لا يزال ضئيلا مقارنة بالحجم الكبير الذي يملكونه. وعندما بدأت الفترة المخصصة لإخلاء المباني تقترب، والوقت المخصص للتخلص من هذا الأثاث قد أزف، يتلقى قسم المسؤولية الاجتماعية بالشركة رسالة من مؤسسة اجتماعية تدعى Green-Works، تطلب دعم المؤسسات الكبيرة في تبني مشروع إعادة التهيئة والتصنيع Recycling Scheme للإسهام في المحافظة على البيئة، ولم تكن هذه الرسالة موجهة بخصوص الأثاث المتوافر لدى الشركة، وإنما كان مشروع يهدف إلى المحافظة على البيئة.
دخلت شركة HSBC في مفاوضات مع الشركة لمعرفة طبيعة البرنامج، ومقدرة الشركة على تلقي الفائض الكبير من الأثاث المكتبي. وتم الاتفاق على نقل كامل الكمية لتصرف شركة Green-Works، التي قامت بالاستثمار في افتتاح معارض جديدة لها في شرق لندن لعرض هذا الأثاث للبيع مرة أخرى. وقد خلق هذا الاتفاق عشر فرص عمل لمدة ستة أشهر لأشخاص لا يملكون عملا، وقدم لهم التدريب وأعطوا شهادات مكنتهم بعد انتهاء المشروع من الحصول على فرص وظيفية دائمة في قطاع بيع الأثاث.
نجاح هذا المشروع، أعطى شركة HSBC فرصة أكبر لتشارك في المحافظة على البيئة، ولتدعم المشاريع الصغيرة في البلد. هذا وقد حقق كلا من HSBC وGreen-Works سمعة إيجابية من خلال النشر الإعلامي عن هذه الشراكات المجتمعية. ففي عام 2003 قام وزير البيئة بزيارة لمعرض شركة Green-Works، وقد منحت الشركة عددا من الجوائز من أهمها the National Recycling Awards، كأفضل مشروع يخفض حجم النفايات المتخلص منها. شركة HSBC، أيضا حصلت على تقدير المجتمع، والعاملين فيها حيث اتضح أن الشركة لا تهدف إلى تحقيق الربح فقط، وإنما من بين أهدافها رعاية المجتمع والمحافظة على البيئة. وقد كون هذا المشروع صورة إيجابية للشركة عند مؤسسات المجتمع، وتقديرا لدى المؤسسات والجمعيات الخيرية التي استفادت من هذا المشروع. حتى أن HSBC بدأت تتلقى استشارات من الخارج في كيفية التصرف في كميات الأثاث المستخدم، وهي بهذا تعد شركة رائدة في المحافظة على البيئة.
يُعد هذا المشروع من مشاريع المسؤولية الاجتماعية لأنه يقدم حلولا مستدامة لمشكلات تتعدى نشاط الشركة الرئيس. وأدى إلى تخفيض التأثير السلبي على البيئة.
مثل هذا الحدث قد يصادف شركات أو مؤسسات حكومية في بلادنا، ولكن السؤال الأهم: هل تتصرف شركاتنا ومؤسساتنا التصرف اللازم للمحافظة على البيئة؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي