أوروبا تقر قواعد جديدة لمراقبة الأوضاع المالية .. والأسواق العالمية تتفاعل إيجابا مع اختبارات الإجهاد

أوروبا تقر قواعد جديدة لمراقبة الأوضاع المالية .. والأسواق العالمية تتفاعل إيجابا مع اختبارات الإجهاد

أقر وزراء الاتحاد الأوروبي أمس رسميا قواعد جديدة لمراجعة ومراقبة التقارير الإحصائية التي تقدمها الدول الأعضاء عن أوضاعها المالية، بعد اكتشاف تلاعب الحكومة اليونانية السابقة في بياناتها الإحصائية على مدى سنوات لإخفاء العجز الكبير في ميزانيتها.
واعترفت حكومة اليونان الجديدة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بأن عجز الميزانية كان أربعة أضعاف النسبة التي كانت تعلنها الحكومة السابقة، ما أدى إلى اضطراب شديد في أسواق المال وتراجع العملة الأوروبية بشدة لتصل إلى أقل مستوى لها منذ أربع سنوات. وبعد هذه الأزمة طالبت الدول الأعضاء بمنح وكالة الإحصاء الأوروبية "يوروستات" سلطات جديدة.
وذكرت المفوضية الأوروبية في بيان رسمي، أن الوزراء أقروا "قاعدة تهدف إلى تعزيز القواعد الخاصة بالبيانات الإحصائية المستخدمة وفقا لإجراءات مواجهة العجز الزائد في ميزانية أي دولة من الدول الأعضاء التي تطبق في حالة تجاوز عجز أي دولة مستوى 3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي". وأضاف البيان أن هذا يأتي في أعقاب "أوجه القصور والعجز في الأرقام التي قدمتها اليونان بشأن ماليتها العامة والدعوات المتكررة من جانب المجلس (مجلس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي) لتحسين أساليب جمع ومعالجة بياناتها".
وتعطي القواعد الجديدة مزيدا من الصلاحيات لوكالة الإحصاء الأوروبية من أجل مراجعة البيانات المالية للدول الأعضاء عندما تكون هناك مؤشرات على وجود مخاطر أو مشكلات كبيرة فيما يتعلق بجودة البيانات. وستدخل هذه القواعد الجديدة حيز التطبيق بعد 20 يوما من نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الذي من المقرر أن يتم في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.
وفي موضوع آخر، تفاعلت الأسواق المالية على مستوى العالم بإيجابية مع النتائج الجيدة لاختبارات التحمل (الإجهاد) للبنوك الأوروبية التي أعلنت أخيرا، حيث ساعد ذلك على تحفيز الطلب على الأصول التي تنطوي على مخاطرة أكبر، رغم أن بعض المستثمرين غير مقتنعين كليا بمصداقية البنوك.
وارتفع اليورو أمام الدولار أمس بنسة 0.2 في المائة إلى 1.2958 دولار، مع إقبال المستثمرين على المخاطرة بعد أن اطمأنوا عقب إعلان نتائج اختبارات التحمل للبنوك الأوروبية وعقب صدور بيانات اقتصادية قوية في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن مخاوف من أن الاختبارات لم تكن بالقوة الكافية حدت من المكاسب. ومن بين 91 بنكا أخفقت سبعة بنوك فقط منها بنوك في إسبانيا واليونان بعجز إجمالي في رأسمالها يقدر بنحو 3.5 مليار يورو.
وقلص الدولار بعض خسائره التي سجلها في وقت سابق من أمس أمام الين الياباني متراجعا بنسبة 0.2 في المائة إلى 87.25 ين، بعدما أظهر تقرير حكومي أمريكي ارتفاع مبيعات المنازل الجديدة في حزيران (يونيو) بما يفوق التوقعات. ورغم استمرار بعض الانتقادات بشأن مصداقية الاختبارات فإنه لم تظهر أنباء سيئة جديدة، وبدا المتعاملون مستعدين لتجاوز هذا الحدث.
وانخفضت أسعار السندات الألمانية في أوائل التعاملات مع بعض الارتياح بانقضاء اختبارات التحمل، واقتفت الأسهم الأوروبية أثر المكاسب في الأسواق الأمريكية والآسيوية. وصعد الجنيه الاسترليني أيضا إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 1.5502 دولار، مواصلا مكاسبه إثر بيانات تفيد بتحقيق نمو اقتصادي قوي في بريطانيا ومقتفيا المكاسب التي سجلتها عملات أخرى تنطوي على مخاطرة أكبر إثر اختبارات التحمل للبنوك الأوروبية.
وفي آسيا، وجد المستثمرون بعض الطمأنينة في اجتياز البنوك الأوروبية اختبارات التحمل وهو ما يخيم بظلاله على التعافي الاقتصادي العالمي. وقفز اليورو إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع مقابل الين الياباني في التعاملات الآسيوية أمس بنسبة 0.6 في المائة إلى 113.49 ين قبل أن يجري تداوله منخفضا 0.1 في المائة إلى 112.83 ين، مستفيدا من تحسن شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر، بعد أن أعطت نتائج إيجابية للشركات دفعة لأسواق الأسهم. ووجد المتعاملون أيضا سهولة أكبر في شراء اليورو بعد أن أعلنت نتائج اختبارات التحمل للبنوك.
وفيما يتعلق بالمعادن، تراجعت أسعار الذهب أمس ليخسر المعدن النفيس بعضا من جاذبيته كملاذ آمن بعدما جاءت نتائج اختبارات التحمل للبنوك الأوروبية بدون مفاجآت غير سارة، لكن التراجع كان محدودا بسبب إقبال متصيدي الصفقات على الشراء دون مستوى 1200 دولار للأوقية "الأونصة". وانخفض الذهب في السوق الفورية إلى 1182.85 دولار للأوقية من 1189.05 دولار في أواخر المعاملات في نيويورك يوم الجمعة. وكان الذهب تجاوز مستوى 1200 دولار لفترة وجيزة في الجلسة السابقة قبل أن يتراجع بشدة. وارتفع سعر البلاتين ليصل إلى 1552.50 دولار للاوقية مسجلا أعلى مستوى منذ أواخر حزيران (يونيو) قبل أن يجري تداوله عند 1542 دولارا للأوقية مقارنة مع 1539.45 دولار يوم الجمعة. وسجل البلاديوم أعلى مستوى في الجلسة عند 476 دولارا للأوقية وهو أعلى مستوى منذ 28 حزيران (يونيو) قبل أن يجري تداوله عند 470 دولارا للأوقية مقارنة مع 464.55 دولار يوم الجمعة. وبلغ سعر الفضة 18.06 دولار للأوقية من 18.08 دولار.

الأكثر قراءة