رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


اختبار الجهد .. إعادة النظر في دور البنوك

بعد الانهيار الشهير للبنك الاستثماري «ليمنز برذرز» هرع الاقتصاديون والمهتمون بعالم المال والبنوك، على وجه التحديد، كذلك الساسة، إلى مراجعة القوانين والنظم التي تحكم أعمال البنوك بشكل خاص. ولعل الفيصل هنا هو كفاءة رأسمال البنك وملاءته المالية. ولذا ذهبت البنوك المركزية وهي المشرع الأول في عالم البنوك إلى فرض رقابة أكثر، سواء فيما يتعلق بالأعمال التي يدخل فيها البنك أو مكافآت التنفيذيين فيه وآلية صُنع القرار ومدى ملاءة البنك، خاصة في حجم رأس المال. وكل ذلك كان إيماناً بأهمية حفظ هذه المنشآت الاقتصادية من الانهيار أو الإفلاس، وذلك انعكاساً للدور المحوري الذي تلعبه البنوك في الاقتصاد. ومن تلك الاختبارات التي صارت حديث الأوساط تلك ما يسمّى «اختبار الجهد أو الحساسية»، حيث يجرى هذا الاختبار على هيئة سيناريو نحو ملاءة البنك بمطلوباته وملاءمة ذلك مع رأس المال بناءً على واقعه الحالي. ومن آخر نتائج هذا الاختبار للدول الأوروبية، خصوصاً مع الشكوك القائمة حول اقتصادات بعض دولها كاليونان وإسبانيا والبرتغال ولربما أيضا بريطانيا، صار المستهلك العادي يهتم كثيراً بنتائجها. فمن بين 91 بنكاً أوروبياً أجري الفحص عليها قبل يومين فشلت سبعة بنوك في هذا الاختبار، في حين أن 12 منها اقتربت من عدم الاجتياز، ولذا فالمطلوب من هذه البنوك رفع رأسمالها بطريقة أو بأخرى لزيادة ملاءتها المالية. والمعروف أن الدول المتقدمة ضخت أكثر من ألف بليون دولار لرؤوس أموال جديدة لرفع رؤوس أموال لبنوك قائمة، الأمر الذي يطرح السؤال عن دور البنوك أصلاً في الاقتصاد وهل أصبحت عبئاً على المستهلك؟ وهل صارت الدول المتقدمة متخمة بالبنوك؟ فمثلاً في ألمانيا يصل عدد البنوك إلى أكثر من عدد المخابز، أما في إسبانيا فيوجد فرع للبنك لكل ألف نسمة، في حين أن في بريطانيا فرعاً لكل خمسة آلاف نسمة. في ظل هذه الانهيارات أو على الأقل الحلول التي تكفل عدم الانهيار وضخ الأموال بأرقام فلكية إلى هذه المنشآت، هل أصبحت البنوك كمنشآت اقتصادية عبئا على المستهلك؟ إن الدور الذي تلعبه البنوك من المؤكد أنه من الأهمية بمكان، لكن ليس على حساب عدم إعادة النظر في دورها، خصوصاً تعددها، فلربما نمط المنافسة في هذا المضمار يجب ألا يكون مفتوحاً على مصراعيه وفي الوقت نفسه ليس حكراً على مجموعة من المجتمع لكيلا تكون الأموال دولة بين الأغنياء فقط.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي