رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الأمير سلمان مؤلفاً

أجمل ما وهبتنا التقنية الحديثة، أنها أتاحت متابعة ما اعتاد المرء عليه من صحف وأخبار، مهما نأت به المسافة. والقراءة عن بعد تمنحك أحيانا فرصة لقراءة اختيارية للمتعة والفائدة. وهذا ما حدث لي الأسبوع الماضي مع كتابة الصديق والزميل بدر الخريف في صحيفة الشرق الأوسط، حول الكتاب الذي أصدره الأمير سلمان بن عبد العزيز، تحت اسم ملامح إنسانية من سيرة الملك عبد العزيز.
في هذا الكتاب نلمح عن قرب جانبا من شخصية مؤسس هذه البلاد. وتبدو الصور أكثر حميمية، لأنها تأتيك من أحد أبناء المؤسس، ومن المهتمين أساسا بالتاريخ المحلي. فالأمير سلمان بن عبد العزيز من خلال رئاسته مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز أعطى كتابة التاريخ الوطني زخما كبيرا، عبر متابعته اللصيقة والدقيقة لمشاريع الدارة، التي تهتم بملاحقة تفاصيل هذا التاريخ، سواء كان شفهيا أو مخطوطا.
وحينما يبادر الأمير سلمان بن عبد العزيز بإثراء محاضرته وتطويرها وتحويلها إلى كتاب، فإنه حتما لا يفاجئنا بمثل هذه المبادرة، فكثيرا ما نرى اسم الأمير سلمان يحمل الردود والتعليقات والنقاشات، خاصة في القضايا والمواضيع التي تهتم بتاريخ الجزيرة العربية. وهو في اهتمامه هذا لا تقتصر مشاركاته على الصحافة المحلية، بل إنها تتجاوزها إلى الإعلام الخليجي والعربي أيضا. وفي مبادراته نلحظ أن الكتابة التي يقدمها الأمير سلمان ليست كتابة مشغولة عبر مكتب صحفي ـ وهو أمر مستحق ومتعارف عليه عالميا ـ لكنك تجد هنا كتابة شخص مهموم بهذه القضية أو تلك، فتأتيك متطابقة مع الكلمات التي يرتجلها في المناسبات. في كتاب الأمير سلمان عن والده المؤسس، نلمح باني نهضة هذه الأرض الطاهرة وهو يمارس دوره في التربية وفي العفو وفي الصفح وفي الكرم وفي إعلاء قيمة المواطن أيا كان موقعه، وفي الانتصاف للمظلوم. مجموعة من الحكايات والقصص التي تتضمن أسماء أبطالها، تعيد صياغة هذا التاريخ بشكله الإنساني، الذي يجعله كائنا ينبض بالحيوية والألق. رحم الله الملك عبد العزيز وبارك في أبنائه وأحفاده البررة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي