سقوط 7 بنوك أوروبية في اختبارات التحمل المالية .. والأسواق تتفاعل سلبا
أعلنت لجنة الرقابة المالية الأوروبية في العاصمة البريطانية لندن، أمس، سقوط سبعة بنوك أوروبية كبرى في اختبار تحمل الضغوط المالية الذي شمل 91 بنكا يعمل في دول الاتحاد.
وقال منظمو اختبارات التحمل للبنوك، أمس: ''إن سبعة من 91 بنكا أوروبيا فشلت في اجتياز الاختبارات وكشفت عن نقص إجمالي في رأس المال قدره 3.5 مليار يورو، بعد أن كان متوقعا أن تفشل نحو عشرة بنوك في الاختبارات''.
وقالت لجنة مشرفي البنوك الأوروبية: ''نتيجة للسيناريو السلبي بعد صدمة الديون السيادية فإن سبعة بنوك ستشهد هبوط نسب كفاية رأس المال من المستوى الأول إلى ما دون 6 في المائة''.
ويحلل الاختبار قدرة البنوك على البقاء في حالة حدوث أزمة اقتصادية أو مالية كبرى سواء محليا أو إقليميا. وأصر قادة الاتحاد الأوروبي على ضرورة إعلان نتائج الاختبار؛ حتى يتم استعادة ثقة الأسواق في النظامين المالي والمصرفي بالاتحاد الأوروبي.
ويهدف الإعلان عن نتائج اختبار تحمل الضغوط المالية إلى تهدئة مخاوف الأسواق بشأن النظام المصرفي الأوروبي كله، خاصة في ظل أزمة الديون الطاحنة التي تهدد اليونان وإسبانيا والبرتغال وأيرلندا الأعضاء في منطقة اليورو.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أقرت المفوضية الأوروبية مد العمل ببرامج مساعدة البنوك المتعثرة في إسبانيا والبرتغال قبل ساعات من إعلان نتائج اختبار تحمل الضغوط المالية التي تم إجراؤه على أكثر من 90 بنكا كبيرا في الاتحاد الأوروبي.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان: إنها ''مددت موافقتها (على برامج مساعدة البنوك) حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) المقبل؛ لأن إجراءات إعادة رسملة البنوك الإسبانية تفيد القطاع المصرفي ككل''.
وكان برنامج مساعدة البنوك في إسبانيا بدأ في كانون الثاني (يناير) الماضي وينتهي بنهاية الشهر الماضي، لكن المفوضية الأوروبية وافقت على إعادة تفعيله حتى نهاية العام.
وعاشت الأسواق العالمية وأوروبا أمس، وينتظر أن يستمر هذا خلال تداولات هذا الأسبوع، على وقع نتائج الاختبارات التي أجرتها منطقة اليورو لاختبار مدى قدرة بنوكها على تحمل أي أزمة مالية مقبلة، حيث أعلنت النتائج في وقت متأخر البارحة، كتتويج لعملية طويلة استمرت أربعة أشهر تهدف إلى تبديد الشكوك حول القطاع المصرفي الأوروبي.
وكان ''جولدمان ساكس'' توقع من خلال مسح أجراه، أن تفشل عشرة من البنوك التي تشملها الاختبارات وعددها 91 بنكا إذا كانت نسبة النجاح المتوقع 89 في المائة.
وتوجد خشية فعلية لدى عديد من المحللين من ألا تتمتع الاختبارات بالشفافية التامة، وأن يتم تحديد نتائجها وفق اعتبارات سياسية. وطالب صندوق النقد الدولي في تقريره الشهري الصادر هذا الأسبوع بضرورة بأن تتحلى الاختبارات كافة بالشفافية التامة أولا، وأن تتضمن أيضا مخاطر الديون السيادية لعدد من الدول الأوروبية، وهو محل المضاربات الرئيس حاليا. وقد أجريت الاختبارات من قبل لجنة الإشراف المصرفية الأوروبية في لندن وهي هيئة من المشرفين على الصعيدين الوطني وممثلي المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت، مع التركيز على معاملة المؤسسات المصرفية الأوروبية كافة على قدم المساواة. ويمكن لأي شكوك في هذا المجال أن تحمل عواقب سلبية كبيرة إذا رفضت الأسواق نتائج قد تعتبرها بمثابة محاولات تستر ذات طابع سياسي على المتاعب الفعلية للمصارف.
من جهة أخرى، قالت صحيفة إسبانية أمس: ''إن عديدا من بنوك الادخار الإسبانية التي يجري اختبارها وعددها 18 بنكا، ومنها تلك التي دخلت في عمليات اندماج في الفترة الأخيرة، فشلت في اختبارات التحمل التي تهدف إلى قياس قوتها في حال تعرضها لظروف اقتصادية أسوأ''.
ومن ناحية أخرى، قال مانفريد ويبر رئيس رابطة البنوك الألمانية لمحطة إذاعة محلية: إنه على ثقة من أن أداء البنوك الألمانية ''بشكل عام'' في الاختبارات سيكون جيدا.
ومن المقرر أن تصدر عن نتائج اختبارات التحمل التي شملت 91 بنكا سيناريوهات، من بينها تراجع قيمة الديون السيادية التي تحوزها هذه البنوك.
إلى ذلك، تراجع اليورو أمس إلى 0.2 في المائة أمام الدولار لأقل مستوى له خلال الجلسة عند نحو 1.2869 دولار بعد التقرير الإسباني.
كما هبطت أسعار الأسهم الأوروبية أمس بعد ارتفاع حاد في الجلستين السابقتين مع تراجع أسهم البنوك قبيل إعلان نتائج اختبارات التحمل، وقالت صحيفة الباييس الاسبانية نقلا عن مصادر مالية: ''إنه كان من المتوقع أن تظهر الاختبارات أن بعض بنوك الادخار غير المدرجة في البورصة تحتاج إلى زيادة رأس المال في ظل سيناريوهات معينة''.
وقالت الصحيفة: ''إن مجموعة صغيرة من بنوك الادخار تحتاج إلى زيادة رأس المال إذا كانت أوضاع الاقتصاد ستسوء بدرجة أكبر وستظهر أزمات ديون سيادية في بعض الدول''.
وأضافت دون إسهاب: ''إن بعض هذه البنوك تلقت أموالا بالفعل من الصندوق الحكومي لإعادة هيكلة البنوك. ولم تحدد أسماء البنوك''.
من ناحيتها، قالت جرترود تمبل ــ جوجوريل العضو في المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، أمس: ''إن آفاق الاقتصاد في منطقة اليورو لا تزال تخضع لدرجة عالية من الغموض، وإن الانتعاش سيكون تدريجيا''.
وقالت في كلمة أمام المركز الاقتصادي والمالي الأوروبي في لندن: ''يلوح في الأفق على ما يبدو مسار للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية عاشها جيلنا، وهناك دلائل على حدوث الانتعاش.. ومع ذلك فإن عودة الأمور إلى طبيعتها قد تكون تدريجية. إنها تتطلب مساندة''.
وانخفضت أسعار النفط الخام بعد أن سجلت أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر قرب 80 دولارا، أمس، مدعومة بخطر هبوب عاصفة على منشآت النفط في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، لكنها تراجعت تحت وطأة ضغوط عدم اليقين بشأن اختبارات التحمل للبنوك الأوروبية.
وبحلول الساعة 0943 بتوقيت جرينتش انخفض الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر أيلول 26 سنتا إلي 79.04 دولار للبرميل.
وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج برنت 28 سنتا إلى 77.54 دولار للبرميل.
وكان الخام الأمريكي قد لامس لفترة قصيرة مستوى 79.60 دولار في أعلى سعر له خلال التعاملات منذ الأول من أيار (مايو) بعد أن أظهر مسح معهد إيفو الألماني قفزة في معنويات قطاع الأعمال في تموز (يوليو) ليصل إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات.
إلى ذلك واصلت أسعار الذهب تراجعها أمس لتهوي مع اليورو بعد أن أظهر تقرير أن سبعة من بين 91 بنكا أوروبيا فشلت في اجتياز اختبارات التحمل. وبلغ سعر عقود الذهب لتسليم آب (أغسطس) في قسم كومكس من بورصة نيويورك التجارية 1189.90 دولار للأوقية منخفضا 5.7 دولار. وأثناء التداولات بلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 1190 دولارا للأوقية منخفضا 0.5 في المائة مقارنة مع 1195.35 دولار أواخر التعامل في نيويورك الجلسة السابقة.