خصائص مساكن السعوديين في 2025
طرأت على المملكة منذ مطلع القرن الماضي حتى اليوم، مجموعة من التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أسهمت، ليس في وصول المملكة إلى حالتها الحالية من النمو والرخاء فحسب، إنما في زيادة الاهتمام بالمستقبل وما يحمله من تحديات وآفاق أضفت الحماس نحو تسخير إمكانات اليوم بما يضمن الاستثمار الأمثل لفرص الغد، بعون الله تعالى.
من أهم المحاور التي شهدت تغيراً ملحوظاً في منظومة المملكة قطاع الإسكان، وما حمله من تطورات في أعداد المساكن، وأنواعها، ومساحاتها، وتوزيعاتها البينية على سكانها. حيث مر قطاع الإسكان خلال القرن الماضي بخمس مراحل متسلسلة أسهمت في إيصاله إلى هيئته الحالية من الإنجازات مع وجود مثيلها كماً وكيفاً من التحديات.
الأولى ''مرحلة ما قبل الطفرة'' (1960- 1972)، الثانية ''مرحلة الطفرة'' (1973 - 1981)، الثالثة ''مرحلة ما بعد الطفرة'' (1982 -1990 )، الرابعة ''مرحلة التخطيط التنموي الشامل'' (1991 - 2005)، والخامسة ''مرحلة إعادة البناء الاقتصادي'' (2006 - 2024).
يمثل عام 2025 التوقيت الزمني لاكتمال تحقيق ''رؤية الاقتصاد السعودي 2025''. ويهدف هذا المقال إلى محاولة التعرف على خصائص المساكن في المملكة بحلول عام 2025، وتحديد العوامل المحددة لأعداد المساكن، وأنواعها، ومساحاتها، وتوزيعات السكان عليها.
ستعتمد هذه المحاولة على ثلاث دراسات مسحية أجريت بشكل تسلسلي خلال العقد الحالي. صدرت الدراسة الأولى في 2007 من مصلحة الإحصاءات العامة تحت عنوان ''الخصائص السكانية والسكنية من واقع نتائج المسح الديمغرافي في 2007''. وصدرت الدراسة الثانية في 2005 من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تحت عنوان ''تقدير أعداد ومساحة ونوع المساكن في المملكة العربية السعودية للعشرين سنة القادمة''، وصدرت الدراسة الثالثة في 2000 من مصلحة الإحصاءات العامة تحت عنوان ''الخصائص السكانية والسكنية من واقع نتائج المسح الديمغرافي في 2000''.
تشير نتائج دراسة ''الخصائص السكانية والسكنية من واقع نتائج المسح الديمغرافي في 2007'' إلى أن عدد المساكن المشغولة بأسر في نهاية 2007 بلغ 4208121 مسكناً. يمثل ذلك نمواً عن ذلك المسجل بنهاية 2000 بقرابة 23 في المائة (3427670 مسكناً).
شكلت نسبة المساكن المشغولة بأسر سعودية قرابة 69 في المائة (2922524 مسكناً) في نهاية 2007. اتسمت هذه المساكن بست خصائص تدور حول توزيعها الجغرافي، ونوعيتها، وطبيعة مادة بنائها، ونوعية ملكيتها، وعدد غرفها، وكثافة سكانها.
الخاصية الأولى ''التوزيع الجغرافي''، حيث احتضنت منطقة مكة المكرمة قرابة 25 في المائة (727311 مسكناً) من هذه المنازل، فمنطقة الرياض بواقع 22 في المائة (657162 مسكناً)، فالمنطقة الشرقية بواقع 16 في المائة (459875 مسكناً)، وتوزعت الـ 37 في المائة الباقية على باقي مناطق المملكة الإدارية. طرأ على التوزيع الجغرافي للمساكن بعض التطورات مقارنة بمثيله في 2000، حيث زادت نسبة مساكن المنطقة الشرقية في 2007 على 2000 على حساب مساكن منطقة مكة المكرمة، وبقت مساكن منطقة الرياض عند ذات النسبة من إجمالي عدد المساكن المشغولة بأسر سعودية.
والخاصية الثانية ''نوعية المسكن''، حيث استحوذت ''الشقة'' على أكثر أنواع المساكن المشغولة بأسر سعودية بنسبة قاربت 33 في المائة (961584 شقة) بنهاية 2007، فـ''المنزل الشعبي'' بواقع 28 في المائة (815531 منزلا شعبياً)، فـ''الفيلا'' بواقع 25 في المائة (742048 فيلا)، وتوزعت الـ 14 في المائة الباقية على أنواع مساكن أخرى كأدوار في فيلات أو منازل شعبية. طرأ على نوع المسكن هذا بعض التطورات مقارنة بمثيله في 2000، حيث زادت نسبة ''الفيلا'' على حساب ''المسكن الشعبي''، واستمرت ''الشقة'' مستحوذة على نسبة ثلث المساكن المشغولة بأسر سعودية طوال العقد الحالي.
والخاصية الثالثة ''مادة بناء المسكن''، حيث شكل ''البناء المسلح'' مادة بناء معظم المساكن المشغولة بأسر سعودية بنسبة قاربت 78 في المائة (2265588 مسكن بناء مسلح) بنهاية 2007، فـ''بناء البلك والطوب'' بواقع 21 في المائة (605088 مسكن بناء بلك وطوب)، فـ''مواد بناء أخرى'' بواقع 1 في المائة (37127 مسكن بناء مواد أخرى). طرأ على نوعية مادة بناء المسكن هذه بعض التطورات مقارنة بمثيله في 2000. حيث زادت نسبة ''البناء المسلح'' على حساب مواد البناء الأخرى، كبناء البلك والطوب والحجر والطين.
والخاصية الرابعة ''نوعية حيازة المسكن''، حيث شكلت المساكن المملوكة، ''مسكن ملك''، نسبة قاربت 62 في المائة (1812305 مساكن ملك) من إجمالي المساكن المشغولة بأسر سعودية بنهاية 2007، فالمساكن المستأجرة، ''مسكن إيجار''، بواقع 32 في المائة (935405 مساكن إيجار)، فالمساكن المقدمة من صاحب العمل بواقع 5 في المائة (148739 مسكناً مقدماً من صاحب العمل)، والـ 1 في المائة الباقية على نوعيات حيازة أخرى. طرأ على نوعية حيازة المسكن هذه بعض التطورات مقارنة بمثيله في 2000، حيث زادت نسبة المساكن المملوكة ''مسكن ملك'' على حساب المساكن المستأجرة ''مسكن مستأجر''، وبقت المساكن المقدمة من صاحب العمل عند النسبة ذاتها من إجمالي عدد المساكن المشغولة بأسر سعودية.
والخاصية الخامسة ''عدد الغرف''، حيث شكلت المساكن ذات الغرف الأربع النسبة الأكبر بواقع 22 في المائة (634285 مسكناً ذا أربع غرف) من إجمالي المساكن المشغولة بأسر سعودية بنهاية 2007، فالمساكن ذات الغرف الخمس بواقع 19 في المائة (547650 مسكنا ذا خمس غرف)، فالمساكن ذات الغرف الثلاث بواقع 14 في المائة (413150 مسكناً ذا ثلاث غرف)، والـ 35 في المائة الباقية توزعت على أعداد متباينة من 1 إلى 15 غرفة.
والخاصية السادسة ''معدل كثافة سكان المسكن''، حيث زاد معدل كثافة الأفراد السعوديين الموجودين في المسكن الواحد من 2007 إلى 2000. حيث بلغ المعدل 6.20 فرد لكل مسكن في نهاية 2007 مقارنة بـ 6.08 فرد لكل مسكن في نهاية 2000. احتلت منطقة الجوف في نهاية 2007 الكثافة الأعلى بمقدار 8.60 فرد لكل مسكن، فمنطقة حائل بمقدار 7.69 فرد لكل مسكن، فمنطقة نجران بمقدار 7.19 فرد لكل مسكن.
تقودنا تطورات خصائص قطاع الإسكان في المملكة خلال العقد الحالي إلى خلاصة مفادها أن التطورات المتوقعة لمنظومة الاقتصاد السعودي خلال ''مرحلة إعادة البناء الاقتصادي'' (2006-2024) ستحمل في طياتها مجموعة من العوامل التي ستسهم في تطور خصائص المساكن السعودية وسكانها. من أهم هذه التطورات التوزيع الجغرافي للمساكن بين مناطق المملكة الإدارية الـ 13، ونوعية المسكن، تقنيات بنائه، نوعية حيازته، حجمه، وكثافة سكانه. ومثل هذه التطورات من الأهمية بمكان التأكيد على تهيئة البنى التحتية ومقوماتها السكانية وغير السكانية، ما من شأنه الوصول إلى درجة من التوفيق الحكيم بين تطلعات السكان وواقع مساكن المستقبل.