كينز: عودة الأستاذ

كينز: عودة الأستاذ

يقدم معظم خبراء الاقتصاد تفسيرات عن كيفية وقوع الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، لكن الآراء تختلف حول أسبابها وعلاجها. وكثير منهم يعودون إلى أفكار عالم الاقتصاد الشهير جون ماينارد كينز (1883 ـ 1946) المعروف بأنه من مؤيدي التمويل والمشاركة الحكومية في الأعمال التجارية.

إلا أن هذه الشهرة تتناول جانبا واحدا فقط من فلسفته الاقتصادية المعقدة. فالواقع أن ما مر به من تجارب وخبرات وأحداث اقتصادية مؤثرة مثل الحرب العالمية الأولى وفترة الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية دفعته إلى استلهام طريقة جديدة في التفكير الاقتصادي. وصار الأداء المتناغم للنظام الاقتصادي الرأسمالي هو هدفه فدعا الدولة إلى التدخل الحذر للتعامل مع التجاوزات في هذا النظام.
يسوق الكتاب بعض الحجج لتفسير كيفية انهيار الأسواق الحرة, الذي بدأ عام 2007 واستمر حتى 2008، من هذه الحجج:
* انفجار الأزمة العقارية: بحلول عام 2005 كان ارتفاع أسعار العقارات في الولايات المتحدة مسؤولا عن 50 في المائة من الزيادة في نمو إجمالي الناتج المحلي. وتوسعت الجهات الحكومية والمؤسسات المالية في تقديم قروض الرهون العقارية عالية المخاطر.
* الابتكارات المالية: ازدهار المشتقات المالية وموضة توريق الديون. حيث اختارت الحكومة عدم إصدار تشريعات للسيطرة على التعامل مع هذه المشتقات الجديدة. في عام 2002 توقع وارن بوفيه أن تصير المشتقات المالية أسلحة دمار مالي شامل.
* أزمة البنوك: بعد أن أصبحت الأصول المصرفية تحت الحصار وصارت السيولة نادرة، اجتاح الذعر المالي العالم. حيث بدأت مشكلات بنك نورثرن روك وتلاه انهيار مؤسستي بير ستيرنز وليمان براذرز. وقدمت الحكومة الأمريكية 700 مليار دولار في خطة إنقاذ سريعة.
* انهيار أسعار السلع الأساسية: كانت التكهنات والطلب المتزايد في الدول النامية قد رفعا أسعار السلع الأساسية إلى مستويات قياسية جديدة. لكن أتت الأزمة الاقتصادية العالمية لتخفض الطلب عليها فانخفضت الأسعار إلى درجة كبيرة بما يهدد اقتصاد الدول المصدرة لهذه السلع.
* انهيار الأسواق المالية: تزامت أزمة البنوك وانهيار أسعار السلع الأساسية مع انهيار أسواق الأسهم في العالم أجمع. وكانت البورصة الروسية من أشد البوصات تأثرا, حيث انخفضت بمقدار 80 في المائة تلاها مؤشر نيكي الياباني بنسبة 42 في المائة.
* انهيار الاقتصاد الحقيقي: قبل الأزمة العقارية كان الناس يختزنون ثرواتهم في صورة أوراق مالية مثل سندات الملكية وشهادات الأسهم. ومع هذه الأزمات في الاقتصاد المالي تراجع الاستهلاك وصارت الشركات تمر بحالة حقيقية من الركود وارتفعت معدلات البطالة.
يرى مؤلف الكتاب أن السبب في هذه الأزمات هو فشل تفكير حرية الأسواق التي تعود إلى عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر. أعاد هذا الفشل إلى الأذهان نظرية الأيدي الخفية التي توجه الأسواق الحرة. التفكير الاقتصادي في العالم يتبع الآن مدرستين أساسيتين تختلفان في موقفهما من الحاجة إلى التدخل الحكومي لحل المشكلات الاقتصادية:
1. المدرسة الأولى: أنصار هذه المدرسة يعدون أنفسهم الأتباع الجدد لكينزويقولون إن تعديل الأسواق مسارها لا يكون لحظيا, وإنما يتأخر قليلا في الوقت وأن هذا التأخير يمنع الاستقرار، لذلك لا بد من التدخل الحكومي.
2. المدرسة الثانية: وأنصارها هم الاقتصاديون الكلاسيكيون الجدد الذين يؤمنون بأن السوق تقدم أفضل النتائج, وأن التدخل الحكومي يعوق أداء الأسواق.

TITLE: KEYNES: THE RETURN OF THE MASTER
AUTHOR: ROBERT SKIDELSKY
PUBLISHER: PUBLICAFFAIRS
ISBN-10: 1586488279
SEPTEMBER 2009
240 PAGES

الأكثر قراءة