العالم السري للتجسس التجاري
عندما تكون هناك مليارات من الدولارات على المحك فلا بد من وجود جواسيس يتابعون الموقف. في السنوات الأخيرة ظهر مجال تجاري جديد لجامعي المعلومات الاستخبارية التجارية, وتوجد شركات تستعين بأولئك الجواسيس لجمع المعلومات عن الشركات المنافسة أو لإقناع أحد الموظفين رفيعي المستوى بالعمل فيها.
تلقى عديد من المخبرين السريين في الدول الغربية تدريبهم في الجيش أو في وكالات الاستخبارات الأمريكية أو البريطانية. تتنوع التقنيات التي يستخدمونها من مجرد فحص القمامة إلى الرصد عن طريق الأقمار الصناعية. في بعض الأحيان، ينتحل الجواسيس شخصية مديري توظيف أو مخرجي الأفلام الوثائقية.
يمتلئ الكتاب بكثير من الوقائع المسلية الشائقة عن حرب الجواسيس بين الشركات العالمية وطرق التجسس التجاري والمعارك القضائية التي قامت بين أشهر الشركات في الغرب بسبب التجسس.
لا يكون هذا النوع من التجسس معقدا دائما فأحيانا يعتمد على مجرد إبلاغ بعض المعلومات بذكاء. يضرب الكتاب مثلا بشركة إنرون الأمريكية للطاقة, حيث قرر مديروها أن الشركة يمكن أن تستفيد إذا ما تمكنت من تحديد أوقات إغلاق محطات الطاقة الأوروبية لتنفيذ أعمال الصيانة الدورية.فعندما تكون هذه المحطات مغلقة ترتفع أسعار الطاقة، ما يوجد فرصا لشركات الطاقة. تم تفويض بعض الجواسيس للحصول على هذه المعلومات عن طريق استئجار طائرات صغيرة واستخدامها في التحليق فوق محطات توليد الكهرباء الألمانية والفرنسية والهولندية. كان الجواسيس يسعون وراء بعض التفاصيل المهمة مثل تضاؤل أكوام الفحم المكدس في أفنية المحطات, وهو ما يشير إلى قرب إغلاق المحطة.
هناك حالات استخدمت فيها بعض الشركات هذه التقنيات نفسها في التجسس لتعرف المزيد عن نفسها لا عن منافسيها، فإحدى سلاسل المتاجر الشهيرة في الولايات المتحدة استخدمت صور الأقمار الصناعية لتتعرف على الصفات التي يرجع إليها السبب في نجاحها وأدائها العالي مثل المنطقة التي تقيم فيها متاجرها وطبيعة الطرق والشوارع المؤدية إليها, حتى اتجاه مداخل هذه المتاجر.
يعد التجسس على الشركات مسارا وظيفيا مغريا للجواسيس والمحللين الذين قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية ووكالات أخرى بتدريبهم. صحيح أنه لا يحتاج إلى مهارة التجسس لمصلحة الاستخبارات نفسها إلا أنه لا يقل عنها دخلا، كما أنه في الغالب يكون أقل خطورة. حيث يتلقى ضابط وكالة الاستخبارات الأمريكية في المراكز المتوسطة في الوظائف الحكومية راتبا يراوح بين 43 و57 ألف دولار شهريا بينما يتلقى من 120 ألفا إلى 150 ألف دولار إذا ما قرر العمل في القطاع الخاص في مجال التجسس التجاري.
TITLE: BROKER, TRADER, LAWYER, SPY: THE SECRET WORLD OF CORPORATE ESPIONAGE
AUTHOR: EAMON JAVERS
PUBLISHER: COLLINS BUSINESS
ISBN-10: 0061697206
FEB 2010
320 PAGES