رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


عصر الشباب

لدينا ثروة حقيقية تتمثل في أجيال الشباب الذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير مقارنة بدول أخرى، هذا كنز حقيقي. لكنه يضع على عواتق المعنيين أعباء كبيرة، وأي إخلال في أداء تلك المهام يؤدي إلى تسيد ظواهر سلبية. من هذه الظواهر الغلو الزائد عن حده والانفلات غير المنضبط أيضا، ومن السهل أن نقول إننا في منأى عن هذه الظواهر، ثم نخلد للراحة والحبور، لكن واقع الحال يؤكد أن العالم يشهد أزمة اجتماعية قوامها جيل متعطش للانطلاق والعمل وتفريغ الطاقات. الشيء المؤسف أن بعض النشاطات الخاصة بالشباب جرى اختطافها منذ زمن على أيدي فئات متعددة المشارب، وقد شربنا من كأس هذا الاختطاف، حينما أسهمت بعض النشاطات الموجهة للشباب في نشر التطرف والغلو في الدين. لكن في المقابل ومع السعي الجاد لتجفيف منابع الإرهاب والغلو، هناك إشكالية ستظهر وتتمثل في حال الشتات الذي ينتاب الجيل الشاب، وهو يفتش عن قدوة إن لم يجدها في الداخل فسيبحث عنها في الخارج. والقدوة التي يبحث عنها الجيل الجديد يمكن أن تظهر من خلال منجز فردي أو جماعي يتم إهداؤه إليهم، كما أنه يظهر أيضا عبر سلسلة من الأمور التي تتم تهيئتها لهم، بما يكفل إعطاء الفرص المتعددة لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم. لماذا على الشاب أن يسافر إلى أبوظبي أو بيروت أو سواهما حتى يعرض مواهبه في الشعر أو الغناء؟ في كل بلاد الدنيا، تمثل فترة الصيف فرصة تنفتح خلالها الساحات على الشواطئ، وفي الأماكن السياحية كي يتمكن الشباب من تقديم عطاءاتهم. هنا أحيانا يحتاج عرض مسرحية إلى فترة حتى تسمح هذه الجهة ولا تعترض في المقابل تلك الجهة. حدث هذا الأمر لشباب طموح في إحدى مناطقنا بعد أن بذل الشباب جهدا لعرض مسرحيتهم. وافقت إحدى الجهات، ولكن جهة أخرى لم توافق. هذا الإحباط لا ينسجم مع توجه الحكومة لتشجيع مبادرات الشباب، هنا أيضا أسهل شيء أن يصدر قرار بإلغاء نشاطات ترفيهية في هذه المدينة أو تلك ويعده بعضهم إنجازا. ولا يزال لدينا مشكلات في الإدارات الوسطى التي لا تستوعب الرؤى والمبادرات التي تتبناها السلطات العليا، وأصبح لدينا نحو 24 جامعة، وهناك نحو مائة ألف مبتعث ومبتعثة، ولا يريد البعض أن يستوعب أن عصر الشباب ينبغي أن يكون أكثر رحابة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي