«بي بي» تجري محادثات في الشرق الأوسط لحمايتها من عروض الاستحواذ
التقى الرئيس التنفيذي لشركة بي بي مسؤولين من صندوق الثروة السيادية التابع لأبوظبي، أمس، في ظل ارتفاع سهم الشركة بفضل انتعاش الآمال بشأن حصولها على استثمارات جديدة وإحراز تقدم في وقف التسرب النفطي من بئرها في الولايات المتحدة. وقال مسؤول إماراتي ''إن توني هيوارد الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية التقى مسؤولين من جهاز أبوظبي للاستثمار خلال زيارة روتينية''.
وجاءت تصريحات هذا المسؤول في ظل تنامي التكهنات بشأن شراء صندوق ثروة سيادية في الشرق الآوسط أو آسيا حصة في ''بي بي'' لحمايتها من عروض استحواذ ولدفع التكلفة المتنامية لجهود احتواء أسوأ كارثة تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته: ''إن زيارة هيوارد كانت مقررة وتهدف بشكل رئيس إلى مناقشة امتيازات ''بي.بي'' مع شركة بترول أبوظبي الوطنية ''أدنوك''.
وقال ميك ميلز مدير التداول الإلكتروني في ''أي تي أكس كابيتال'' في لندن: ''وجود الرئيس التنفيذي في أبوظبي لإجراء محادثات مع صندوق الثروة السيادية لـ''أبوظبي'' بهدف الحصول على بعض الاستثمارات يجعل الإقبال في السوق على سهم ''بي بي'' غير مفاجئ''.
وقالت ''بي بي'': إنها ''لا تعتزم إصدار أسهم جديدة لأي أحد، لكن مصرفيين يقولون إن الشركة بدأت برامج تسويقية لتشجيع مستثمرين على شراء سهمها الذي هوى بمقدار النصف منذ انفجار بئر تابعة للشركة في خليج المكسيك في 20 نيسان (أبريل)''. وقال متحدث باسم ''بي بي'' لصحيفة ذا ناشونال الإماراتية: ''ليس الأمر وكأنه يسافر حول العالم بوعاء للتسول ليطلب مساهمات في رأس المال''، وتابع قائلاً: ''لا نجهز لإصدار أسهم، لكننا مهتمون بأن يقدر الناس قيمة أسهم بي بي''.
وقال المسؤول الأمريكي الذي يشرف على التعامل مع الكارثة أمس الأول: ''إن عملية حفر بئر التنفيس بهدف وقف التسرب تسبق الجدول الزمني المحدد لها بأسبوع''. وقال الأدميرال ثاد آلن - ضابط متقاعد في حرس السواحل الأمريكي - للصحافيين في هيوستون أمس الأول: ''إن فرق العمل ما زالت تسعى لإتمام حفر بئري تنفيس في منتصف آب (أغسطس)''، ونفى تكهنات باحتمال أن يؤدي حفر إحدى البئرين إلى وقف التسرب في تموز (يوليو).
وقفز سهم ''بي بي'' الذي يشهد بالفعل صعوداً في الآونة الأخيرة بواقع 9 في المائة في تعاملات نيويورك وسجل أعلى مستوى له منذ 21 حزيران (يونيو) في بورصة لندن أمس، مرتفعاً بنسبة 3.8 في المائة إلى 358.8 بنس خلال التعاملات.
وتمكنت سفينة ثالثة - تسعى لمضاعفة قدرة ''بي بي'' على جمع النفط المتسرب إلى 53 ألف برميل يومياً من نحو 25 ألفاً في الوقت الراهن - من الرسو جزئياً في موقع التسرب، بالرغم من أن سوء الأحوال الجوية يعرقل جهود إتمام المهمة. وتفاوتت بشكل كبير تقديرات حجم التسرب وتصل أقصاها إلى 100 ألف برميل يومياً.
وتعهدت ''بي.بي'' بدفع 20 مليار دولار في صندوق لتغطية تكلفة إزالة البقعة والتكاليف الأخرى الناشئة عن أكبر بقعة نفطية بحرية في التاريخ الأمريكي. ووصلت تكلفة إزالة البقعة حتى الآن إلى ثلاثة مليارات دولار وما زالت تواصل الارتفاع. وستتوقف التكلفة النهائية على الكمية المؤكدة للنفط المتسرب من البئر التي انفجرت عندما انفجر حفار في 20 نيسان (أبريل)؛ ما أسفر عن مقتل 11 عاملاً.
ويراقب المستثمرون باهتمام جهود احتواء التسرب. وقال محللون: ''إنه باستبعاد أي أنباء سلبية أخرى فإن السهم ربما أرسى مستوى دعم عند مستوى إغلاقه في نيويورك في 25 حزيران (يونيو) عند 26.97 دولار. وارتفع السهم 16 في المائة منذ ذلك الإغلاق وأغلق عند 31.91 دولار في نيويورك أمس الأول.
وقال مصدر إماراتي أمس الأول ان مسؤولين تنفيذيين في ''بي بي'' أجروا محادثات مع عدد من صناديق الثروة السيادية في أبوظبي والكويت وقطر، إضافة إلى صندوق في سنغافورة؛ بحثاً عن شريك استراتيجي لمساعدتها في تجنب الاستحواذ عليها.
وتمتلك صناديق سيادية عدة بالفعل حصصاً في ''بي بي'' وتمتلك كل من النرويج والكويت حصة تبلغ 1.8 في المائة، في حين تمتلك الصين 1.1 في المائة وتمتلك سنغافورة 0.7 في المائة وفقاً لبيانات تومسون رويترز.
ويتمحور اجتماع هيوارد في أبوظبي حول امتياز نفطي يرجع تاريخه إلى عام 1939، ومن المقرر انقضاء أجله في 2014. وتمتلك ''بي بي'' حصة أقلية في شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية ''أدكو''. وتجري محادثات غير رسمية بشأن تجديد الامتياز بين سلطات أبوظبي والشركات المشاركة في الامتياز منذ سنوات. وتتولى ''أدكو'' إنتاج النفط البري في أبوظبي. وتمتلك الإمارة معظم الاحتياطيات النفطية في الإمارات.
وتمتلك شركة بترول أبوظبي الوطنية ''أدنوك'' العملاقة التي تسيطر عليها الدولة حصة أغلبية تبلغ 60 في المائة في الامتياز، في حين تمتلك ''بي بي'' و''رويال داتش شل'' و''توتال'' و''اكسون موبيل'' حصة 9.5 في المائة لكل منها.
وأظهرت اختبارات، أن كرات القار التي جرفتها المياه إلى ساحل تكساس جاءت من البقعة النفطية؛ ما يعني أن التسرب النفطي وصل إلى كل الولايات الأمريكية المطلة على خليج المكسيك وهي لويزيانا ومسيسبي وألاباما وفلوريدا وتكساس. وقال المركز الوطني الأمريكي للاعاصير: ''إن من المحتمل أن تتفاقم الأحوال الجوية السيئة في جنوب خليج المكسيك وتتحول إلى عاصفة استوائية هذا الأسبوع''.