إطلاق الربحية والإنتاجية وإمكانات القوى العاملة من ذوي الاحتياجات الخاصة

إطلاق الربحية والإنتاجية وإمكانات القوى العاملة من ذوي الاحتياجات الخاصة

التقدم في مجال الطب يؤدي إلى زيادة متوسطات أعمار الناس كما يؤدي إلى نجاة الكثيرين من الناس وبقائهم على قيد الحياة بعد إصابتهم في الحوادث المختلفة وهو ما يعني مزيدا من ذوي الاحتياجات الخاصة الجسدية، لذلك فإنه على المجتمعات أن تحرص على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة فيها وتحرص على أن يكونوا أفرادا نافعين فاعلين.
الشركات التي توظف عمالة من هذا النوع تحقق التنوع وتجني فوائد أخرى كثيرة. فمثلا وجدت تلك الشركات أن معدلات الاحتفاظ بالعمالة فيها أكبر وهو ما يوفر تكاليف دوران العمالة والتي قد تصل إلى 150 في المائة من راتب كل موظف يترك العمل في الشركة.
يضرب الكتاب مثلا بإحدى الشركات الأمريكية التي قامت بتوظيف عمالة من هذه المجموعة فهبطت معدلات دوران العمالة فيها إلى أقل من 5 في المائة بعد أن كانت 80 في المائة كل ستة أشهر، وارتفعت معدلات الإنتاج فيها من 70 في المائة إلى 95 في المائة كما قلت معدلات غياب الموظفين إلى أقل من 5 في المائة بعد أن كانت 20 في المائة ووصلت معدلات التأخر إلى الصفر بعد أن كانت 30 في المائة.
توظيف عمالة من ذوي الاحتياجات الخاصة يبني شركة أكثر استقرارا ويجعل الشركة أكثر جاذبية للجيل القادم من الموظفين. كما أن ذوي الاحتياجات الخاصة غالبا ما يكونون من المبدعين لأنهم يحتاجون دائما إلى إيجاد طرق يتمكنون بها من التعامل مع ما حولهم بسهولة فنجدهم قد يعدلون ما يستعملونه من معدات لتلائمهم أكثر وقد يبتكرون لها طرقا جديدة للاستخدام؛ فالحاجة أم الاختراع.
بالطبع لا يخلو توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة من بعض التحديات، فهم يحتاجون إلى الدعم للحفاظ على التوازن بين العمل والحياة. وعلى المجيرين أن يكونوا على وعي لإدراك اللحظات التي يحتاج فيها الموظف إلى الدعم فقد يحتاج أحدهم مثلا إلى وقت أطول للذهاب إلى العمل مثلا لصعوبة الحركة والانتقال مثلا.
وعند وضع جداول العمل والمشروعات وفرق العمل، يكون أيضا على المسؤولين مراعاة ظروف الآباء الذين لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فهم لا يمكنهم التأخر في العمل مثلا لحاجتهم إلى رعاية أطفالهم.
يضرب الكتاب المثل في تفوق ذوي الاحتياجات الخاصة وابتكاراتهم بالعالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينج الذي أصيب في مقتبل حياته بمرض وراثي نادر أثر في حركته وأصابه بالشلل شيئا فشيئا حتى أصبح قعيد المقعد المتحرك إلا أن هذا لم يمنعه من أن يصير أعظم عالم فيزياء في العالم بعد آينشتين.

الأكثر قراءة