القيادة الواضحة: استدامة التعاون الحقيقي والشراكة في العمل

القيادة الواضحة: استدامة التعاون الحقيقي والشراكة في العمل

السبب في هذا هو التفاعلات التي تنشأ مما يخترعه الموظفون من قصص عن بعضهم البعض. فالناس يلجأون إلى تفسير السلوك الغريب عن طريق حكاية قصص تضفي أهمية على ما يلاحظونه من سلوك وغالبا ما تتسم هذه القصص بفحوى سلبية ومنفصلة عن الواقع.
وعادة لا يحاول أحد إثبات أو دحض مثل هذه الحكايات لذلك تنتشر بين الموظفين وتعامل على أنها من الحقائق الثابتة التي تؤثر في الصورة التي يرى عليها كل موظف في الشركة زملاءه في العمل.
يحدد الكتاب مجموعة من العوامل التي تساعد المرء على التفرقة بين ما هو حقيقي وما هو مجرد شائعات في مكان العمل عن طريق الفهم الكامل لما يمر به المرء من تجارب لحظية. وللتعلم من التجربة على المرء أن يقوم بتطوير القدرة على الاستفادة من كل ما يمر به من تجارب وخبرات أن ينقلها إلى الآخرين. وهذا يعني إدراك أربعة عناصر مهمة هي:
1. الملاحظة: الملاحظات هي ما نسمعه أو نراه أو نلمسه. على سبيل المثال يمكن أن نلاحظ أن هناك من هو عابس الوجه. والملاحظات تكون موضوعية في حين أن العناصر الثلاثة التالية من التجارب ذاتية.
2. التفكير: تتضمن هذه الفئة جميع العمليات المعرفية من الآراء والأفكار إلى الحسابات وأحلام اليقظة. من المهم معرفة الفارق بين الأفكار والملاحظات؛ فالاعتقاد بأن أحدهم جائع هو فكرة وليست ملاحظة ما لم يدل عليها شيء نسمعه أو نراه أو نلمسه.
3. الرغبة: وتتضمن الرغبات والاحتياجات والأهداف والدوافع التي تحركنا. يساعد فهم رغبات الآخرين على الاحتفاظ بشراكات قوية معهم.
4. الشعور: وهذا يشمل المشاعر والأحاسيس الجسدية مثل الألم أو التوتر. على المرء أن يتعلم إدراك مشاعره الخاصة دون أن يسمح لها بأن تطغى عليه أو تؤثر سلبا في سلوكه.
يحدد الكتاب أربع مهارات للقيادة الواضحة والتي تساعد القارئ على الدخول في محادثات مثمرة مع الآخرين؛ ألا وهي:
1. الذات المدركة: تتطلب هذه المهارة ممارسة التأمل الذاتي. وتتم عن طريق دراسة العناصر الأربعة السابقة: ما يلاحظه المرء وما يفكر فيه وما يرغب فيه وما يشعر به. فمن خلال التأمل يكشف المرء الحقائق الذاتية الخاصة به ويصفها بوضوح للآخرين.
2. الذات الوصفية: الذات الوصفية المكتملة تمكن المرء من إدراك متى يريد الناس اختلاق القصص بشأنه ومن ثم يتجنب هذا بأن يعمل على توضيح سلوكه.
3. الذات الفضولية: ترتكز هذه المهارة حول فهم ما يمر به الآخرون من تجارب ومساعدتهم على فهم أنفسهم.
4. الذات التقديرية: يتضمن هذا النمط العقلي إقامة شراكات قوية من خلال التركيز على نقاط القوة لدى الآخرين ومزاياهم.

الأكثر قراءة