يا أهل الشورى
سبق أن تحدثت عن بعض أهل الشورى، وما زلت أعتقد أن البعض منهم لا يعرف ماهية الشورى المطلوبة منه، وليس لديه إدراك بالأنظمة والقوانين ومن هو صاحب الصلاحية في تغيير هذا النظام أو ذاك، ولهذا فأنت تشعر باستغراب وألم أحياناً عندما يخاطب عضو في الشورى وزيراً، طالباً منه تغيير مسمى الوزارة، أو متسائلاً "لماذا لا تصدرون هذا التنظيم، أو لماذا لا تلغون هذا القطاع في الوزارة؟".
مثل هذه الطروحات، مقبولة من إنسان عامي، لكنه ليس مقبولاً أبداً من شخص يمثّل أملاً من آمال الحكومة ومن آمال المواطنين أيضاً. لماذا أعود إلى مناقشة هذا الموضوع؟.. أعود إليه بعد أن تابعت ما تناوله أعضاء في الشورى فيما يخص تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة، ورد عضو آخر "إن الرئاسة لا تستحق أن تصبح وزارة، وأن ميزانيتها التي تفوق ميزانيات وزارات أخرى لا تستحقها أيضاً. هذا كلام يمكن أن نقبله من عوام الناس، لكننا نعتب عتب المحبين عندما نسمعه من عضو في الشورى. أولاً لأن قيمة منشأة ما لا تزيد أو تنقص في كونها وزارة أو هيئة. الأمر الثاني أن قراءة الميزانيات ومقارنتها بميزانيات قطاعات أخرى تعكس أن هناك استسهالاً في تقديم معلومات غير دقيقة، يتم على ضوئها بناء نتائج خاطئة.
رقابة مجلس الشورى على أداء القطاعات أمر حميد وممارسة مطلوبة.. لكن من الضروري أن يتسلح عضو الشورى بالمعلومة لا بالعبارات الإنشائية التي لا تضيف شيئاً تحت القبة، فالعبارات الإنشائية بدلاً من أن تعطي حلاً لمشكلة تجعل الحل يتوارى لأن المسار يغدو بلا بوصلة، وأول مؤشر في البوصلة هو معرفة أن الوزير أو المسؤول يدور في إطار ما تسمح به صلاحياته، وحتى يعطيك نتيجة لا بد أن تحاسبه على ما يدخل في دائرة اختصاصه.