رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


كيف نعيد تأهيلها بعد فعلة والدها؟

تتكرر الأحداث والوقائع التي تؤلمنا خصوصا عندما يتعلق الأمر بالجريمة الأخلاقية، وبالأمس استوقفني خبر تناولته معظم الصحف لشناعته، ذلكم الخبر هو (صدور حكم المحكمة العامة في المدينة المنورة، بسجن مواطن 12 عاما بعد إدانته بالتحرش بابنته البالغة من العمر تسعة أعوام التي كانت تقيم معه في منزله عقب بلوغها سن السابعة بعد انفصاله عن والدتها قبل ثلاثة أعوام، وكانت الطفلة قد أبلغت خالها بممارسات والدها الأربعيني فأبلغ الشرطة التي أحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، حيث اعترف بجرمه بعد مواجهته بالأدلة والبراهين وتقرير الطبيب الشرعي).
ومن خلال تتبعي لما ينشر عن الجرائم الأخلاقية التي تحدث من بعض الآباء تجاه أبنائهم، فقد حدثت هذه الجريمة والأب طبيعي، حيث إنه لم يكن من مدمني المسكرات أو المخدرات وما ينتج عن هذا الاستخدام وقوعه في الاعتداء على الابنة أو الابن، لكن هذه القضية هي اعتداء دون وجود لهذه المسببات بحسب ما نشر في الحكم الذي أصدرته المحكمة، والحقيقة أن هذه الواقعة بما فيها من بشاعة، تعد غريبة جدا في نظري ويحتاج الأمر إلى دراستها من قبل المتخصصين في الجريمة، لأنها ليست نتيجة اختلال عقلي بل مرتكبها يعيش في كامل قواه العقلية، كما أن هذه الواقعة توجب على القائمين على تربية الطفلة الاهتمام بحالتها والعمل على إعادة تأهيلها بعد حدوث التحرش من والدها خاصة أن ذلك سيبقى له أثر كبير في حياتها، وهذه لعمري من أصعب الأمور التي ستواجهها هذه الطفلة المسكينة، التي ستعيش حياة اليتم في وقت مبكر من حياتها، وهي حالة تؤكد أن هناك أيتاما رغم وجود آبائهم إذا كانوا على شاكلة هذا الأب.

الوسائل المساعدة
إنني أتساءل: ماذا يجب أن يعمل لكي تعيش هذه الطفلة حياة هنيئة بعيدا عن تذكر ما حدث لها، إنني أتمنى مشاركة من يقرأ المقال برأيه في هذه القضية، وشخصيا أرى أن من الوسائل المساعدة على انتشالها من هذا الوضع أن تشعر بحنان من حولها بشكل كبير حتى ينسوها الماضي، وخاصة والدتها إذا كانت ستعيش في كنفها، فلا بد لها أن تحاول أن تنسيها ذلك الماضي وتبتعد عن الحديث فيه، وكذا يكون حديث القريبين منها بعيدا عن ذلك، كما ينبغي ربطها بما يشغل فراغها كالالتحاق بإحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم مثلا أو المراكز الصيفية المفيدة حتى تشغل نفسها بما يعود عليها بالنفع، ويكون ذلك عاملا في تعرفها على صديقات طيبات يساعدنها على الخروج من هذه الأزمة التي أتمنى أن تكون بالنسبة لها عارضة وتزول، وإذا كان خالها وأسرة والدتها هم الذين سيرعونها في حالة زواج والدتها فإن المسؤولية ستكون كبيرة أمام هذه الصدمة التي نتمنى أن تفوق منها سريعا خاصة أنها ما زالت صغيرة في العمر وأمامها سنوات إذا أطال الله في عمرها، ويتطلب منهم إبعادها عما يمكن أن يعكر صفوها والاهتمام بالأمور النفسية لديها بشكل كبير ويمكن الاستفادة من متخصصين في هذا الجانب، حتى يكون ذلك دافعا لإقبالها على حب الحياة والعيش دون توترات، وهي دون شك تحتاج إلى الكثير حتى تنسى وتسير في الطريق الصحيح الذي يحقق لها النجاح والتفوق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي