أمريكا تنتصر في النزاع مع أوروبا حول الدعم الحكومي لـ «إيرباص»
وصفت الولايات المتحدة البارحة الأولى قرار منظمة التجارة العالمية بشأن الشكوى الأمريكية من الدعم الذي تحصل عليه شركة صناعة الطائرات الأوروبية "إيرباص" من حكومات دول أوروبية بأنه "انتصار كبير" لها. من ناحيتها قالت الحكومات الأوروبية إنها تحتاج إلى مزيد من الدراسة ولكن قرار منظمة التجارة العالمية يؤكد أن بعض القروض الحكومية التي حصلت عليها "إيرباص" لا تتعارض في حد ذاتها مع قواعد المنظمة.
وجاء قرار منظمة التجارة العالمية المعلن مؤيدا لبعض مطالب الجانب الأمريكي ورفض بعض هذه المطالب. وكانت المنظمة الدولية قد سلمت نسخة سرية من الحكم إلى أطراف النزاع في آذار (مارس) الماضي لكنها لم تعلنه حتى الآن. وادعت "إيرباص" في آذار (مارس) الماضي أن القرار جاء لمصلحتها ،مشيرة إلى أن منظمة التجارة العالمية رفضت نحو 70 في المائة من الاتهامات الأمريكية بشأن حصولها على دعم حكومي.
في المقابل قالت منافستها الأمريكية صاحبة الشكوى "بوينج" إن القرار جاء بوضوح ضد الدعم الحكومي ورفض ادعاءات "إيرباص" في القضية. تتعلق بالشكوى وهي أقدم نزاع تجاري تنظره منظمة التجارة العالمية ببرنامج يتيح للشركة الأوروبية الحصول على دعم من حكومات الدول المساهمة فيها عند إطلاق أي مشروع لتطوير طائرة جديدة.
وفقا لبرنامج الدعم الحكومي فإن "إيرباص" تحصل على 33 في المائة من تكاليف مشروع التطوير في صورة قروض حكومية يتم سدادها بالكامل مع فوائدها خلال 17 عاما. في عام 2004 قدمت "بوينج" شكوى ضد هذا البرنامج وقالت إنه يمثل انتهاكا لاتفاق أمريكا ـ الاتحاد الأوروبي عام 1992. ولكن "إيرباص" تقول إن البرنامج متفق تماما مع الاتفاقية الأمريكية - الأوروبية وقواعد منظمة التجارة العالمية.
في الوقت نفسه يتوقع أن تصدر منظمة التجارة العالمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة قرارها بشأن شكوى "إيرباص" ضد "بوينج" بدعوى أن قطاع الطائرات المدنية لديها يستفيد بشدة من برامج تطوير الطائرات والمعدات العسكرية الذي يحصل على قدر كبير من نفقاته من الحكومة الأمريكية إلى جانب الاستفادة من الإعفاءات الضريبية من جانب الحكومة الأمريكية. وكما حدث في قضية "إيرباص" فإنه سيتم في البداية تسليم القرار بشكل سري إلى أطراف النزاع للرد عليه قبل إعلانه في وقت لاحق.