فئة الشباب بين الناجحين والحالمين والمعتمدين على الغير
أكد لـ «الاقتصادية» عبد الله هارب الرشيدي - وكيل مدرسة وباحث تربوي بشؤون الشباب - أن معظم الشباب ينقسمون إلى ثلاث فئات، منهم: الناجحون، والحالمون، والمعتمدون على الغير، وذلك من خلال ما أثبتته بعض الدراسات والأبحاث التي تهتم بالشباب في الوطن العربي وفي المملكة بشكل خاص.
وأضاف أن المشكلة تحتاج إلى مشاركة عدد كبير من العلماء والباحثين والكتاب والمفكرين وعلماء النفس والاجتماع لوضع استراتيجية مستقبلية تتبنى جيل الشباب وتساعده على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيله بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والأسر.
وتطرق الرشيدي إلى أن هذه الأبحاث القليلة قسمت الشباب إلى ثلاث فئات، الأولى: فئة الشباب الحقيقيين الذين يُشرِّفون المجتمع، وهم فئة تعلم دورها ومسؤولياتها، وتبحث عن ذاتها من خلال استثمار طاقاتها العلمية. كما أن هذه الفئة تسعى دائما لمواجهة الصعوبات فلا شيء مستحيل أمام العمل والطموح، تعتمد على إيمانها بالله، واثقة من قدراتها التي وهبها الله إياها. وتشير الأبحاث إلى أن الشاب من هذه الفئة يكون شاباً طموحاً يحدد أهدافه، ويرسم طريقه للوصول إلى مبتغاه، فيختار مساره التعليمي المستقبلي ولا يترك الصدفة تختار مستقبله، فلا يعطي نفسه أكثر من قدراتها ولا أقل من إمكاناتها، وهم دائماً يرددون كلمة: «أنا أعرف نفسي وأعرف قدراتي لا أشترك أو أغامر في شيء دون دراسة ومعرفة مدى إمكاناتي واستعداداتي في هذا الموضوع».
وقال الرشيدي: «إن الفئة الثانية هم الشباب المعتمد على الآخرين، وهم فئة من الشباب تحتاج إلى تلقي الرعاية دائماً من الوالدين، وبالتعلق بهما، وتتصف بالالتصاق بالآخرين، والخوف الشديد من الانفصال، صعبة في اتخاذ القرارات، كما تتصف بإلقاء مسؤولية أعمالها والأشياء التي تخصها على الآخرين، والافتقار إلى الثقة بالنفس، والانشغال غير الواقعي بالخوف من غياب مساندة الآخرين وينبغي أن تترك له مسؤولية الاعتناء بنفسه أو تحمل المسؤولية.
وأشار الرشيدي إلى أن الفئة الثالثة هي فئة الحالمين، وهم الشباب الذين يعيشون في عالم الخيال، فهم شباب يحلمون بمستقبل مزدهر ويريدون مكانة اجتماعية مرموقة وحالة اقتصادية متميزة، لكنهم يعيشون في واقع أليم فهم لا يحملون شهادات علمية، ولا يحملون أي صفات اجتماعية أو اقتصادية تؤهلهم لهذا الحلم الرومانسي .. ومن هنا يحدث تصادم بين الواقع والخيال، ومع ذلك يصدقون الخيال ويكذبون الواقع، ويصفون المجتمع بالظلم وبأن حقه مهضوم، وربما إذا سألتهم عن أحوالهم لقالوا لك إننا مثل الشمعة تضيء لغيرها وتحرق نفسها، ويرددون على ألسنتهم دائما نحن مظلومون، ونحن غرباء في بلادنا، ونحن الفئة المسكينة ونحن .. نحن .. وغيرها من العبارات المحبطة.