تايوان والصين توقعان اتفاقا تجاريا تاريخيا

تايوان والصين توقعان اتفاقا تجاريا تاريخيا

وقعت الصين وتايوان أمس اتفاقا تاريخيا لدعم التجارة بينهما التي تقدر حاليا بنحو 100 مليار دولار وتحسين الروابط السياسية بين تايبه المعتمدة على التصدير وبكين ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
ويخفض اتفاق إطار العمل للتعاون الاقتصادي ـ الذي أثار احتجاجات معارضين في تايوان خوفا من تحرك الصين نحو الوحدة مع جزيرة تايوان ذات الحكم الذاتي ـ الرسوم الجمركية على 800 منتج ويفتح الصناعات الخدمية ما يعطي دفعة رئيسية للتجارة بين الجانبين.
لكن الاتفاق يغطي أسهل بنود بين آلاف البنود المستهدفة لخفض الرسوم الجمركية عليها في الأعوام المقبلة ما يعني أن الابتهاج ربما يتبدد سريعا مع تحرك الطرفين صوب مفاوضات أشد صعوبة.
وتعتقد تايوان أن الاتفاق سيفتح المجال نحو اتفاقات تجارة حرة مع اقتصادات رئيسية مثل اليابان والولايات المتحدة. وشجعت بكين هذا الأمل من قبل حتى الشهر الماضي حينما قالت إنها ستعرقل اتفاقات التجارة الحرة لأن تايوان ناقصة السيادة.
وتم توقيع أكبر اتفاق في 60 عاما بين الخصمين السياسيين اليوم في مدينة شونجكينج الجبلية التي كانت معقل الحزب الحاكم في تايوان حاليا أثناء فترة الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي لماو تسي تونج وانتهت بهزيمة الحزب التايواني عام 1949.
وقال شيانج بين ـ كونج رئيس مؤسسة التبادل عبر مضيق تايوان "لن يؤثر الاتفاق فقط على التطور الاقتصادي على جانبي المضيق لكنه يشكل أيضا نقطة تحول في العلاقات بين الطرفين".
ويرجع التوقيع على اتفاق أمس إلى محادثات أطلقها الرئيس التايواني ما ينج جيو في 2008 بعد 60 عاما من العداء. وتعتبر الصين تايوان مقاطعة متمردة منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949 وتصر على التوحيد ولو بالقوة إذا اقتضت الضرورة.
ويشكل هذا التقارب إنجازا رئيسيا للرئيس الصيني هو جين تاو الذي من المنتظر أن يتنحى بعد أن يختار الحزب الشيوعي قائدا جديدا في 2012.
وقال ستيف تسانج خبير العلاقات الصينية التايوانية لدى كلية سان أنتوني في جامعة أكسفورد: "لدى التايوانيين توقعات محدودة للغاية حول الاتفاق لكن الاستمرار في العملية يعد مهما بالنسبة لهم.. لدى الصينيين بالقطع أهداف سياسية وراء الاتفاق لا توافق عليها إدارة ما. إنها على الأمد البعيد جزء من عملية تهدف إلى احتواء تايوان وضمها إلى المدار الصيني ومن ثم تضييق الخناق على المؤيدين للاستقلال في تايوان وتحجيم مطالبهم الاستقلالية".
وسيخفض الاتفاق الرسوم الجمركية إلى صفر على 539 منتجا من صادرات تايوان المتجهة إلى الصين وتقدر قيمتها بنحو 13.84 مليار دولار مقابل 267 من المنتجات الصينية المتجهة إلى تايوان بقيمة 2.86 مليار دولار فقط.
وسيساعد ذلك تايوان على زيادة نمو ناتجها المحلي الإجمالي ليتجاوز 6 في المائة حسبما أظهرته توقعات خاصة. ويبلغ معدل النمو الرسمي المستهدف 4.72 في المائة.
ورغم ذلك هبطت أسواق الأسهم والعملات في تايوان في أواخر التداول أمس بعد بداية قوية.
وقال توم تانج نائب الرئيس لدى ماسترلينك انفستمنت أدفايزوري "تحدث الناس في السوق عن الاتفاق لفترة وجيزة ونعتقد أن تأثير هذا العمل الإيجابي بلغ نهايته بمجرد التوقيع".
وتنافس صادرات تايوان خاصة منتجات التكنولوجيا المتطورة صناعات صينية تريد بكين تطويرها ما سيجعل المفاوضات حولها أكثر صعوبة.

الأكثر قراءة