التركيز على مصادر الطاقة المتجددة في الخليج يدخل مرحلة متقدمة
يرى الدكتور يارمو كوتيلاين كبير الاقتصاديين في ''الأهلي كابيتال'' خلال حديثه أمام مؤتمر تمويل الطاقة المتجددة في منطقة الخليج، أن الرؤى بعيدة المدى لدول المنطقة ولدت مفاهيم جديدة لدى قياداتها، وأن التحركات الراهنة نحو اعتماد مصادر للطاقة المتجددة في منطقة الخليج العربي لا يمكن العودة عنها، وأنها قد تشهد مزيداً من الزخم خلال الأعوام المقبلة.
هذه المفاهيم كانت السبب في تنامي الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة، ومع تنوع التحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة، فإن العمر الافتراضي الطويل لمشاريع الطاقة يعني نمو الاستثمارات في الطاقة المتجددة وبشكل مستمر.
ويعتقد كوتيلاين أن أمام حكومات المنطقة دوراً حاسماً تلعبه في هذا الشأن، طالما أن التوسع الديموغرافي ومعدلات النمو الاقتصادي ستؤدي إلى عدم فاعلية الأساليب التقليدية في توفير الطاقة حيث إنها لن تستطيع مواكبة معدلات الطلب. وهذا سيخلق بلا شك فرقاً متزايداً بين ما يصدر من النفط والغاز وما يستهلك منه على الصعيد المحلي.
وأضاف ''على المدى القريب، سيتطلب تبني الطاقة المتجددة إما محفزات مالية أو فرض قيود ومثبطات للحد من استهلاك المنتجات النفطية. وقد يكون ذلك على هيئة تحول الدعم من قطاع النفط إلى قطاع الطاقة المتجددة، أو في شكل منحٍ حكومية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة. وهناك إشارات متفائلة بإعادة النظر في الدعم الذي قاد إلى مستويات إنتاج عالية من الطاقة في المنطقة، وبكون هذا الدعم بات يعتمد بصورة متزايدة على الطلب وبمدى القدرة على الدفع''.
مع ذلك، يبقى تطوير وسائل للاستفادة من الطاقة المتجددة، مثل الرياح وقوة دفع المياه المتدفقة محكوماً بالتكاليف التي لا تزال تشكل مصدر قلق، وهنا تبرز الطاقة النووية كبديل منخفض التكلفة. ومع ذلك فإن الفرص على المدى القريب متاحة لتطوير حلول متجددة للطاقة للاستخدام على الصعيد المحلي.