منذ 2004 .. هامش الربح يحدد اتجاهات السوق السعودية
حفلت نهاية عقدنا الحالي بكثير من المتناقضات في سوقنا المالي، وكانت مؤثرة بصورة كبيرة في المستثمرين وتعلموا منها دروسا قاسية، ولكن من المهم قراءة الأداء وتفسير السوق للنتائج للتعرف على توجهات المستثمرين وقراءتهم للنتائج بعد وقوعها بهدف تفسيرها والاستفادة منها ودرجة معقوليتها.
وتحليل النتائج المالية عادة ما يفيد الباحث في معرفة الآلية المستخدمة من قبل السوق لتحديد اتجاهات المستثمر، والمتغيرات المهمة في اتخاذ قرار دخول السيولة وخروجها من السوق.
من خلال تحليل الفترة من 2004 وحتى الربع الأول من عام 2010، وجدنا أهمية مؤشر هامش صافي الربح في تحديد اتجاهات السوق أكثر من الإيرادات والربح كأرقام مطلقة.
كما أن حجم المخاطر مقاسة بالانحراف المعياري كان في حدود المعقول وكان العائد المحقق من السوق قد حقق عوائد إيجابية تجاوزت مستويات الاستثمارات الأخرى ولكن أقل ربما من تطلعات المستثمرين.
المتغيرات المستخدمة:
تم التركيز على ثلاثة متغيرات أساسية، وهي ربح وإيرادات ومؤشر السوق السعودية خلال الفترة من 2004 وحتى 2010 ربعيا وسنويا، كما تم حساب مؤشرات النمو ومؤشرات الربحية ومتوسطات والانحراف المعياري (قياس المخاطر المبدئي) وعوامل الارتباط. والهدف هو تكوين نوع من الاتجاه حول سلوكيات السوق السعودية ومدى كفاءتها في تعاملها مع المتغيرات.
النتائج السنوية:
تم وضعها في الجدولين رقم (1) ورقم (4)، وغطت النتائج الفترة 2004 وحتى 2009 ولكامل المتغيرات مدار التحليل. الملاحظ أن أرباح السوق أخذت مدارا منحنيا بدأ من47.465 مليار ريال حتى بلغ القمة عام ،2007 وتراجع عام 2008، ثم بدأ الصعود ليبلغ 60.745 مليار ريال في 2009. وبلغ متوسط ربح السوق 63.31 مليار ريال، والانحراف المعياري 13.083، وما زال ربح 2009 أقل من المتوسط، وفي الوقت نفسه نجد أن نمو الربح كان إيجابيا خلال الفترة كلها ما عدا عام 2008 الذي شهد نموا سلبيا. وخالفت الإيرادات هذا الاتجاه (دخول شركات جديدة) لتكون القمة في 2008. وكانت 2008 و2009 أعلى أرقام تحققت بعكس الربح، ونجد أن النمو كان إيجابيا ماعدا سنة واحدة هي 2009، مختلفا عن الربح (وكانت النسبة منخفضة)، وكان المتوسط 292.262 مليار والانحراف عند 85.244 مما يعكس نتائج إيجابية للسوق حول قوة أدائه واستمراريتها وانخفاض المخاطر .
ومن خلال هامش الربح الذي يجمع تأثير الربح والإيراد، نجد أنه استمر إيجابيا خلال الفترة وعلى شكل منحنى بقمتين، مع ملاحظة أن الهامش حقق مستويات مرتفعة خلال الفترة 2004-2007، وكانت المستويات أقل بشكل ملحوظ في الفترة اللاحقة 2008-2009.
وكان متوسط الهامش 23 في المائة وبمعدل انحراف معياري 7.189، وهو أعلى في النتائج مما تحقق خلال الفترة الدنيا.. فهل تحقق السوق نتائج أفضل؟! ومن ضمن المتغيرات المهمة القيمة السوقية للشركات العاملة في السوق والعائد على الاستثمار، وهو مهم بالنسبة للمستثمرين في السوق المالية، والملاحظ أن القيمة السوقية على الرغم من دخول شركات جديدة وزيادة عدد الشركات، تناقصت عن النقطة القصوى في عام 2005، وعاودت الارتفاع ثم الانخفاض، ولكن الملاحظ أن العائد على الاستثمار عكس نتائج إيجابية من زاوية الذبذبة، وكانت نتائجه أقوى عائديا من البدائل الاستثمارية التي كان متوسطها4.58 في المائة، وبانحراف معياري بلغ 1.08 مما يعكس نتائج إيجابية خلال فترات الاستثمار وعلى المدى الطويل.
وأخيرا تفاعلت السوق من خلال المؤشرحيث أوضح أن أعلى نقطة هي 2005 ثم تذبذب بصورة كون معها ثلاث قمم بصورة تختلف عن الربح والإيراد، ولكن يجب ألا ننسي أن المؤشر تغير مرجعه لأكثر من مرة.
والملاحظ أن نمو المؤشر كان سالبا في فترتين وبمعدلات كبيرة، وبلغ متوسط المؤشر 9194 نقطة والانحراف المعياري 3868 وبالتالي تعطينا نتائج جيدة ومستقرة مع ملاحظة أن المتوسط أعلى من نتائج 2008 و2009.
نتائج الربع الأول من كل عام:
#2#
تم وضعها في الجدول رقم (2) ورقم (5) وغطت النتائج الفترة 2004 وحتى 2010 ولكامل المتغيرات مدار التحليل. الملاحظ أن أرباح السوق أخذت مدارا منحنيا بدأ من8.811مليار ريال حتى بلغ القمة عام 2008، وتراجع عام 2009 ثم بدأ الصعود ليبلغ 18.461 مليار ريال في 2010. وبلغ متوسط ربح السوق 16.83 مليار ريال والانحراف المعياري 3.234، وما زال ربح 2009 أعلى من المتوسط، وفي الوقت نفسه نجد أن نمو الربح كان إيجابيا خلال الفترة كلها ما عدا عام 2009 الذي شهد نموا سلبيا. وخالفت الإيرادات هذا الاتجاه (دخول شركات جديدة) لتكون القمة في 2008 و2010 وكانت 2010 أعلى أرقام تحققت بعكس الربح ونجد أن النمو كان إيجابيا ماعدا سنة واحدة هي 2009 مختلفا عن الربح (وكانت النسبة مستمرة المستوى) وكان المتوسط 77.475 مليار والانحراف عند 21.927 مما يعكس نتائج إيجابية للسوق حول قوة أدائه واستمراريتها وانخفاض المخاطر هنا. ومن خلال هامش الربح الذي يجمع تأثير الربح والإيراد نجد أنه استمر إيجابيا خلال الفترة وعلى شكل منحنى بقمتين مع ملاحظة أن الهامش حقق مستويات مرتفعة خلال الفترة 2004-2008 وكانت المستويات أقل بشكل ملحوظ في الفترة اللاحقة 2009-2010.
وكان متوسط الهامش 23 في المائة وبمعدل انحراف معياري 6.85 وهو أعلى في النتائج مما تحقق خلال الفترة الدنيا فهل تحقق السوق نتائج أفضل في الفترات المقبلة؟ ومن ضمن المتغيرات المهمة القيمة السوقية للشركات العاملة في السوق والعائد على الاستثمار، وهو مهم بالنسبة للمستثمرين في السوق المالية.
والملاحظ أن القيمة السوقية على الرغم من دخول شركات جديدة وزيادة عدد الشركات، اختلفت عن النتائج السنوية وذلك للربع الأول من كل عام، حيث هبطت من عام 2004 وعاودت الارتفاع ثم الانخفاض حتى بلغت النقطة القصوى في عام 2010، ولكن الملاحظ أن العائد على الاستثمار عكس نتائج إيجابية من زاوية الذبذبة، وكانت نتائجه أقوى عائديا من البدائل الاستثمارية والتي كان متوسطها1.18في المائة ربعيا وبانحراف معياري بلغ 0.27 مما يعكس نتائج إيجابية خلال فترات الاستثمار وعلى المدى الطويل.
وأخيرا تفاعل السوق من خلال المؤشر أوضح أن أعلى نقطة هي 2006 ثم تذبذب بصورة كون معها ثلاث قمم بصورة تختلف عن الربح والإيراد، ولكن يجب ألا ننسي أن المؤشر تغير مرجعه لأكثر من مرة. والملاحظ أن نمو المؤشر كان سالبا في فترتين وبمعدلات كبيرة. وبلغ متوسط المؤشر 9101 نقطة والانحراف المعياري 3301.62 وبالتالي تعطينا نتائج جيدة ومستقرة، مع ملاحظة أن المتوسط أعلى من نتائج 2008 و2009و2010.
الأداء الربعي للسوق:
#3#
وتم تناولها لكامل الفترة من 2004 ربعيا وحتى 2010 الربع الأول من خلال الجدول رقم (3) ورقم (5).
ومن الملاحظ أن متوسط ربح السوق الربعي هو 15.942 مليار ريال (أداء الربع الأول من عام 2010 أفضل من المتوسط لكامل الفترة) وبلغ الانحراف المعياري هنا 9.16 وهو مرتفع مقارنة بالسابقين. وفي الوقت نفسه نجد أن إيرادات السوق بلغت 74.659 مليار ريال (أداء الربع الأول من عام 2010 أفضل من المتوسط لكامل الفترة) وكان الانحراف المعياري هنا 23.919 وهو أفضل وأقل مخاطرة من الربح هنا مما، يعكس ربما أداء أفضل من الربح. والملاحظ أن هامش الربح بلغ متوسطة 23 في المائة (وهو مطابق للنتائج السنوية) وبانحراف معياري 12.31 وهو مشابه وقريب من الأرباح في السلوك مما يعكس لنا تأثير الربح القوي في الإيراد. وأخيرا نجد أن المؤشر كان متوسطه 8931 نقطة وانحرافه المعياري كان 3431. وهو مشابه في السلوكيات للإيرادات من حيث حجم الانحرافات.
وأخيرا تعد الارتباطات بين المتغيرات الإيرادات والربح وهامش الربح والمؤشر عنصرا مهما لتفهم العلاقة بين المتغيرات وتأثيرها في التوقعات. الملاحظ أن العلاقة القوية هي بين هامش الربح والربح 0.8044 وبين هامش الربح ومؤشر السوق 0.5، في حين نجد أن العلاقة السلبية بين الإيرادات والمؤشر ،0.33 وبين الإيرادات وهامش الربح ،0.39، في حين كانت العلاقة منخفضة بين الإيرادات والربح 0.22 وبين الربح والمؤشر 0.3.
#4#
مسك الختام:
نستخلص من السابق أهمية هامش الربح وعلاقته القوية بالمؤشر مما يجعلنا نستند لاتجاهات هامش الربح في تحديد العلاقة مع تقييم المستثمرين للسوق. وبالتالي يعد هامش الربح المحقق وسيلة مهمة لقياس اتجاهات التقييم لدى المستثمر السعودي.