الهيئة وراق لا يصلي
ابتلي الإسلام بمن يستغلونه في تحقيق مآربهم، وكم من مستغل للدين خدع الناس ليحقق ثروة أو ليحقق شهرة أو غير ذلك، فلك عزيزي القارئ أن تقيس على ذلك كثيرا، ولعل ممن ابتلي بهم هذا الدين هم الذين ينتسبون للرقية الشرعية، وهي منهم براء، فيدغدغون مشاعر الناس بكلمة رقية شرعية وهم أبعد ما يكونون عنها، ولعل ما نقرأه أو نسمعه تجاه هؤلاء هو غيض من فيض، وكم من رجل تقمص ثوب راق بغية الحصول على المال حتى إنك لتجد بعض من يرقون يقرؤون على مجموعات بنفثة واحدة ويسيئون للرقية، وتجد منازلهم مليئة بمن يحتاجون إلى الاستشفاء، وللأسف الشديد فإن بعض من يخدعون الناس بأنهم رقاة هم في واقع الأمر دجالون مخادعون ، يحكي لي بعض الذين ذهبوا لبعض من ينسبون أنفسهم للرقية الشرعية بأنه شاهد أحد المرضى، وهو عند هؤلاء الدجالين أخذ يوهم الناس بأنه يقرأ عليه فإذا بالمريض يقوم بضرب ذلك الدجال أمام المرضى الذين أتوا لأخذ دورهم للقراءة، وبعض هؤلاء يشترط مبالغ مالية وعملهم أشبه بعمل السحرة والمشعوذين، ولكن للأسف أنهم تمادوا واستمرءوا هذا العمل الذي يدر عليهم ذهبا، ولعل من كشف كثيرا من أعمال هؤلاء المشعوذين والدجالين هي فروع هيئة الأمر بالمعروف والعاملون فيها الذين يقومون بحملات مفاجئة على أماكن المشعوذين والدجالين ومن يدعون أنهم رقاة ، وقد اكتشفوا كثيرا منهم، والذي يساعد هؤلاء الدجلة على نصبهم ومخادعتهم هم الناس المرضى.
لجنة الرقاة والطب
وقد استوقفني ما صرح به أحد موظفي لجنة الرقاة والطب الشعبي الممثلة من هيئة منطقة عسير عندما قبضت على اثنين يدعيان أنهما راقيان شرعيان يقومان بالرقية ومنعتهما من مزاولة نشاطهما بالرقية ،ويأتي هذا الإيقاف لهما بعد أن ثبت عليهما أن أحدهما لا يصلي ويدعي معرفته ورؤيته للجن والآخر لا يجيد قراءة القرآن الكريم ومخالف لأنظمة الرقية الصحيحة.
أوضح ذلك المتحدث الرسمي في هيئة منطقة عسير بندر آل مفرح بقوله إن إيقاف ومنع هؤلاء الراقين جاء عقب تتبع اللجنة الميدانية لأوضاعهما، فيما أكد آل مفرح أن بعض الرجال والنساء والشباب والفتيات هم من يساهمون في تكاثر وتفشي مثل هذه العينات الخطيرة وغير المؤهلة التي تسعى لهدفها فقط لاستهداف عقيدة الإنسان وتسلب أمواله بدون وجه حق، إلى هنا انتهى الخبر، والمصيبة أن هذين الراقيين يعالجان الناس ويدعيان أنهما يعالجان بالقرآن وأحدهما كما ذكر بيان الهيئة لا يصلي وهذه مصيبة وتارك الصلاة كافر، كما يقول العلماء ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، نسأل الله السلامة، ولذلك فإن الدور الذي تقوم به الهيئة في حماية المجتمع دور تشكر عليه، خاصة أن هؤلاء استمرءوا هذا العمل الذي يدر عليهم الأموال ، وينبغي على الذين يرغبون في الذهاب للرقاة أن يبحثوا عن الرقاة الثقات المعروفين حتى يحموا أنفسهم من الوقوع في المحظور والسير مع المشعوذين في طريق الدجل الذي لا ينتهي، وهم مخالفون لأوامر الله، ومعلوم أن الذهاب للمشعوذين والسحرة من الأمور التي ينهى عنها ديننا العظيم، فلا بد من التثبت والبعد عمن يضحكون على الناس ويخادعونهم والـتأكد فعلا أنهم رقاة يعالجون بالقرآن نسأل الله الشفاء لجميع مرضى المسلمين .